في أجواء هادئة تحمل في طياتها زخمًا سياسيًا متصاعدًا، تنكشف في الكواليس تحركات غير معلنة قد تعيد تشكيل خريطة القوى السياسية قبيل استحقاقات 2026. مصادر حصرية كشفت عن اقتراب رئيس حزب سابق بارز، بعد سنوات من النشاط السياسي، من الانضمام إلى حزب “الديمقراطيون الجدد” بقيادة الدكتور محمد ضريف، الذي أصبح اليوم لاعبًا رئيسيًا في المشهد السياسي.
هذه الخطوة التي لم تُعلن رسميًا بعد، تطرح العديد من التساؤلات حول التحالفات القادمة، وتضع حزب ضريف في دائرة الضوء، مفتوحة الباب أمام سيناريوهات لم يكن يتوقعها كثيرون.

منذ تأسيسه عام 2014، لم يكن حزب “الديمقراطيون الجدد” مجرد إضافة حزبية عادية، بل تجسيدًا لفكرة ناضجة ورؤية واضحة لطريق جديد في العمل السياسي. فقد خرجت هذه الرؤية من تجربة طويلة لدى الدكتور محمد ضريف، الذي سعى إلى إعادة صياغة السياسة بخطاب يرتكز على النجاعة والفعالية، مع بناء حزب قوي تنظيميًا، بعيدًا عن الصراعات العقيمة التي أرهقت المشهد، مستقطبًا شرائح الشباب والطبقة الوسطى الباحثة عن بدائل عقلانية.
ولا يمكن إغفال الرمزية العميقة لـ وسام المكافأة الوطنية من درجة ضابط، الذي ناله ضريف، وهو تكريم ملكي سامٍ لا يُمنح إلا لمن عبر عن إخلاصه الوطني من خلال جهد متفانٍ في ميادين الفكر والسياسة. هذا الوسام يعكس ثقة القيادة العليا في مسار ضريف، ويمنحه دفعة قوية لترسيخ مكانته كفاعل سياسي معتدل يقدم رؤية وطنية رصينة.

لكن يبقى السؤال المحوري: هل سيكون حزب “الديمقراطيون الجدد” نسخة مطورة من “البام”؟
التشابهات واضحة، من حيث التنظيم القوي، واستقطاب وجوه سياسية بارزة، والرغبة في تشكيل تيار جديد يعيد توازن المشهد الحزبي. لكن الاختلاف الجوهري يكمن في الأسلوب؛ حيث يراهن ضريف على العمل المؤسساتي الهادئ، بعيدًا عن الصخب والصراعات التي ميزت “البام” في بداياته. الحزب اليوم يبدو كقوة عقلانية تستعد لتقديم مفاجآت قد تعيد رسم خارطة السياسة في 2026.
لا يقتصر الأمر على مجرد منافسة حزبية، بل هي معركة لإعادة تعريف المشهد السياسي، حيث يقدم “الديمقراطيون الجدد” نفسه كبديل جديد يحمل خطابًا يربط بين عقلانية العمل السياسي وواقع المجتمع، مستفيدًا من دروس الماضي ومتطلعًا إلى مستقبل مختلف.
وهنا يبرز دور ضريف كـ”رقم المعادلة” المنتظر في انتخابات 2026، ليس لأنه الوحيد القادر على المنافسة، بل لأنه قدم نموذجًا عمليًا مختلفًا يعيد الاعتبار لمفهوم السياسة كخدمة عامة ومسؤولية وطنية، بعيدًا عن المناكفات الفارغة.

مع دخولنا عام الانتخابات، تبقى الأنظار متجهة نحو حزب “الديمقراطيون الجدد” وتحركاته التي قد تغير قواعد اللعبة. خاصة وأن مصادر موثوقة تحدثت عن اتصالات مكثفة يقودها ضريف لاستقطاب قيادات سياسية بارزة، ما يعزز قوة هذا التيار ويجعل منه منافسًا حقيقيًا لا يمكن تجاهله.
في الختام، المشهد السياسي الوطني على أعتاب مفترق طرق، وتحركات ضريف وحزبه تطرح تساؤلات جادة: هل نحن أمام ولادة جديدة في السياسة؟ وهل سيكتب “الديمقراطيون الجدد” فصلًا مختلفًا في انتخابات 2026؟
الإجابة ستأتي مع الوقت، لكن المؤكد أن الصمت الذي يحيط بهذه الحركة ما هو إلا استعداد لمعركة سياسية قد تعيد رسم المشهد.
وبالإضافة إلى التحركات السياسية الهادئة في الكواليس، بدأ الحزب يبعث بإشارات ميدانية تدل على حضوره المتنامي في النقاش الوطني. ففي سياق تخليد الذكرى المجيدة لعيد العرش، بادر “الديمقراطيون الجدد” إلى تنظيم لقاء فكري رفيع المستوى في مقره المركزي بالدار البيضاء، حول موضوع “تطورات المؤسسة الملكية في ظل حكم الملك محمد السادس”، وذلك يوم السبت 26 يوليوز 2025.
هذه المبادرة ليست مجرد احتفال رمزي، بل تعكس توجه الحزب نحو تأصيل موقعه داخل الحياة المؤسساتية، وربط رؤيته السياسية بمكانة الملكية كضامن لوحدة الأمة واستقرارها، وهو ما يعزز صورته كقوة سياسية متزنة تدرك خصوصية النموذج المغربي.

سكرتير تحرير جريدة “كابريس”