بقلم : خالد بدري / كابريس
لم تكن الخسارة التي مني بها المنتخب المغربي في المقابلة الثانية أمام البلد المنظم (منتخب كينيا)مفاجئة لمن تابع مسار الاستعدادات الأخيرة للفريق الوطني المحلي فالمباراة، التي قلبت نتيجتها الموازين في ظرف 15 دقيقة فقط، كشفت بوضوح هشاشة التحضير، وسوء تدبير التجمع، والآثار السلبية لفترة التوقف الطويلة بين المقابلتين الأولى والثانية( عشرة أيام).
منذ صافرة البداية، بدا واضحًا أن الأسود يفتقدون الانسجام المطلوب، وأن الأداء يفتقر للحيوية التي تليق بفريق يطمح للمنافسة على اللقب. عشرة أيام كاملة فصلت بين المباراة الأولى والثانية، وهي فترة كان من المفترض استغلالها لزيادة التناغم وتصحيح الأخطاء، لكنها للأسف تحولت إلى عامل سلبي ساهم في تراجع الإيقاع وفقدان التركيز.
الأدهى من ذلك أن التجمع المتأخر للفريق، قبل أيام قليلة من انطلاق المنافسة، جعل اللاعبين يدخلون أجواء البطولة وهم يفتقرون للانسجام الفني والجاهزية البدنية المثالية. النتيجة كانت واضحة: 15 دقيقة من التراخي كانت كافية ليستغلها الخصم، ويفرض أفضليته على أرضه وبين جماهيره.
هذه الخسارة ليست مجرد عثرة في مسار البطولة، بل جرس إنذار للجهاز الفني والإداري بضرورة إعادة النظر في أسلوب التحضير للمواعيد الكبرى. فالموهبة وحدها لا تكفي، والمباريات الحاسمة تحسمها التفاصيل الصغيرة… وتلك التفاصيل تبدأ من التخطيط الجيد قبل صافرة البداية.
لقد آن الأوان للجامعة الوطنية لكرة القدم أن تدرك أن البطولات لا تُربَح بالارتجال ولا بالتجمعات المتأخرة، بل تُكسب بالتخطيط المبكر، والتحضير الجاد، وبناء فريق متجانس قادر على الصمود أمام الضغط والجماهير. والخسارة أمام البلد المنظم يجب أن تكون جرس إنذار حقيقي، ودروسها لا بد أن تُستوعب قبل فوات الأوان، خاصة ونحن مقبلون على البطولة الإفريقية التي ستجري فوق أرض المغرب وأمام جماهيره. فالمنافسة على اللقب القاري تتطلب الإعداد منذ اليوم، لأن تكرار نفس الأخطاء سيجعلنا نكتفي بدور المتفرج في عرس كروي يُقام بين ظهرانينا.