عيد الأضحى: تقاليد دينية تحت وطأة النزعة الاستهلاكية

kapress16 يونيو 2024آخر تحديث :

مقال راي / طارق بونيت

لا يسمن في المجاعة والطاعون إلا الكلاب، وهذه المقولة تنطبق تماماً على حالنا في أيام عيد الأضحى المبارك. عيد الأضحى، الذي كان في السابق مناسبة دينية تجمع بين الروحانية والتقوى، بات اليوم فرصة لبعض التجار لتحقيق أرباح سريعة على حساب الناس، مستغلين ضرورتهم في شراء الأضحية.في هذه الأيام، تتحول الأسواق إلى ميادين للتنافس الشرس، حيث تتصاعد أسعار الأضاحي إلى مستويات لا يمكن تحملها. يُضطر الناس إلى الاستدانة وتحمل أعباء مالية كبيرة، فقط ليتمكنوا من شراء الأضحية والامتثال للشعائر الدينية. ولكن خلف هذه المظاهر الدينية، تكمن دوافع دنيوية بحتة، حيث يسعى بعض التجار لجني الأرباح الطائلة مستغلين المناسبة.وهكذا، يتحول العيد من مناسبة للتضحية والتقرب إلى الله إلى فرصة للتباهي بالمظاهر وإنفاق الأموال الطائلة. لم يعد الهدف الرئيسي هو التعبد والتقوى، بل أصبح العرض والتفاخر بمقدار الإنفاق والمظاهر الباهظة.إن عيد الأضحى، في جوهره، هو تذكير بقيم التضحية والبساطة والتواضع. ولكن للأسف، نجد أن هذه القيم تتلاشى تحت وطأة الضغوط الاقتصادية والنزعة الاستهلاكية. تتحول الفرحة التي كانت تغمر القلوب إلى شعور بالقلق والضغوط المالية، حيث يضطر الكثيرون إلى الاستدانة من أجل تأمين ثمن الأضحية.هذا التحول يجعلنا نتساءل عن مستقبل هذه الشعيرة الدينية، وهل ستظل الأعياد مناسبات دينية خالصة، أم ستستمر في الانزلاق نحو المظاهر الدنيوية والتجارية؟ إن الحفاظ على جوهر العيد يتطلب منا جميعاً أن نعيد النظر في كيفية الاحتفال به، وأن نركز على القيم الروحية والإنسانية التي تشكل جوهر عيد الأضحى.إنه واجب علينا أن نعيد الاعتبار لهذه المناسبة العظيمة، وأن نحارب النزعة المادية التي تشوه روحانية العيد. فقط من خلال العودة إلى قيم التضحية والإيمان، يمكننا أن نحافظ على جوهر عيد الأضحى ونضمن أنه يظل مناسبة دينية تستحق الاحتفاء بها بكل ما تحمله من قيم نبيلة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة