
بقلم : رضوان البقالي / كابريس
شكلت الجامعة في دول العالم وعلى مر التاريخ الحديث والمعاصر مرحلة مهمة للتعليم وتكوين الكوادر وتهيئيها لسوق الشغل بما يتماشى مع خصوصية كل بلد وماذا احتياجاته للموارد والطاقات البشرية هذا من جهة ؛ومن جهة أخرى تشكيل مراكز للبحث العلمي والمساهمة في التنمية البشرية للمجتمعات وتشكيل النخب الثقافية والسياسية…
منذ سنوات طوال والجامعة المغربية تستقبل الٱلاف من الحاصلين على شهادة البكالوريا هذه الأخيرة التي اضحت شبيهة بالشهادة الإبتدائية في سنوات مضت ؛يتم تسجيل الوافدين على الجامعة المغربية في شعب مختلفة وأغلبها ينحصر بين الحقوق والأداب والعلوم …ففي الماضي القريب كانت تتداول في صفوف الطلبة عبارة “كل طالب هو مشروع موظف ” والآن تحولت “كل طالب هو مشروع معطل” ؛الانتقال من حلم الوظيفة العمومية الى واقع العجز حتى عند تسديد الاحتياجات الخاصة لخريج الجامعة المثقل بالشواهد و الأحلام وحتى الصدمات المعاكسة لحلم عمر في تفكيره ونفسيته لعقدين من الزمن ….اه ه ه فعلا نجاحات الأمس لاتبرر انكسارات اليوم !
وأصبح معظم خريجي مدرستي الحلوة يعرفون ماهو في انتظارهم كخطوة وتمرين مسبق يسلكه الطالب كما يسلك بين الفصول الدراسية بنجاح !
انتظارات خريجي مدرستي الحلوة …تتوقف عند باب المدرج وبهو الكلية …
خريجي مدرستي الحلوة.. منهم من يتجه إلى أقرب ورش للبناء ومنهم من يتجه إلى إحدى الحقول الفلاحية لمساعدة الأسرة المنهكة بمتاعب وثقل سنوات من الأداء وفئة تجد ملاذها في الشركات الأجنبية الكابلاج نموذجا ؛
في الجامعة يتعلم الطلاب العلوم والحقوق والأداب ..وحتى النضال والسياسة……ولكن لايتعلمون كيف يحصلون على عمل قار يحفظ كرامتهم ويمهد لهم الطريق للعيش الكريم ؛
في مدرستي الحلوة….
-كل الأحلام الوردية تذبل !
-كل الإنتظارات تموت ببطئ !
يتحول من كان يوما مشروع موظف عمومي إلى معطل بٱثباتات اجتماعية وعقد نفسية مستعصية التشخيص؛
يتحول المنقذ للأسرة …..الى عالة عليها وعلى المجتمع أيضا ؛هذا الأخير “المجتمع” المليء بالعلل والمرضيات فكيف له أن يستوعب هذا الكم الهائل من التفريخات الجديدة للعلل!؟
في ظل غياب مؤسسات موازية للجامعة توكل لها مهمة مواكبة الشباب في مرحلة مابعد الجامعة بشل جدي ومسؤول تبقى مدرستي الحلوة سجن بلا جذران …..!