في قلب مدينة وزان، حيث يلتقي عبق التاريخ بجمالية الطبيعة، تواصل المبادرات المحلية رسم معالم جديدة لمستقبل السياحة بالإقليم. وفي هذا السياق أطلقت جمعية الجوهرة الخضراء برنامجًا رائدًا لتكوين شباب المنطقة في تقنيات الاستقبال والمعلومة السياحية، بشراكة مع الاتحاد الأوروبي والمركز المغربي للإبداع والمقاولة الاجتماعية.
تكوين من أجل الغد
يمتد البرنامج لثلاثة أشهر، ويستفيد منه شباب وشابات وزان، تحت إشراف الدكتور سليم قيدي، الخبير في مهن السياحة والتنمية الترابية المستدامة. ويأتي هذا التكوين كفرصة عملية ونوعية أمام المشاركين، إذ سيخوضون ورشات نظرية وتطبيقية تلامس مختلف جوانب المهنة السياحية: من فنون التواصل والإرشاد، إلى أساليب الاستقبال الحديثة، مرورًا بطرق تقديم المعلومة السياحية بدقة ومهنية عالية.
ويُركز التكوين أيضًا على تعزيز قدرات الشباب في العمل الجماعي، إدارة المبادرات المحلية، وتنمية الحس المقاولاتي، حتى يكونوا قادرين ليس فقط على الانخراط في سوق الشغل، بل كذلك على إبداع مشاريع صغيرة ومتوسطة تعزز جاذبية وزان. كما سيتلقى المستفيدون تدريبات عملية في الميدان، من خلال احتكاك مباشر بالزوار والمواقع السياحية، ما يمنحهم خبرة حقيقية تؤهلهم لولوج عالم السياحة بثقة وكفاءة.
وزان.. سياحة متجددة
الإقبال الواسع على هذه المبادرة يعكس تعطش الساكنة المحلية لإحياء دور وزان كوجهة سياحية أصيلة، حيث الطبيعة الخلابة، والموروث الروحي والثقافي، والهدوء الذي يبحث عنه الزوار في زمن تتسارع فيه وتيرة الحياة. ويُنتظر أن يسهم الجيل الجديد من وكلاء الاستقبال والمعلومة السياحية في إبراز هذه المؤهلات، ومنح صورة حديثة عن وزان كمدينة تستعد للانفتاح على السياحة الوطنية والدولية.
في أفق الاستحقاقات الرياضية المقبلة
ولا تقف رهانات وزان عند حدود السياحة فقط، بل تترقب المدينة بإرادة قوية الاستحقاقات الرياضية المقبلة، باعتبارها فضاءً يختبر جاهزية البنية التحتية والخدمات، ومنها جودة الاستقبال السياحي. فالتقاطع بين الرياضة والسياحة أصبح اليوم رهانًا استراتيجيًا، يضع على عاتق هذه الفئة الشابة مسؤولية مضاعفة: تعزيز صورة وزان وجهةً سياحيةً، واستثمار الحركية التي تخلقها التظاهرات الرياضية الكبرى في جلب زوار جدد.
نحو مستقبل واعد
المبادرة إذن ليست مجرد تكوين، بل هي خطوة عملية في مسار طويل يروم إعادة الاعتبار لوزان كمدينة قادرة على الجمع بين السياحة المستدامة والحركية الرياضية. وما سيكتسبه هؤلاء الشباب اليوم من مهارات، سيكون غدًا أساسًا لمشاريع مبتكرة تزيد من إشعاع المنطقة وتجعلها محطة بارزة على خريطة السياحة الوطنية.
إعداد: المصطفى العياش
