إعداد: المصطفى العياش ــ سكرتير تحرير جريدة “كابريس”
اهتز الرأي العام المغربي والعربي على وقع وفاة المؤثرة المغربية الشابة سلمى، التي لفظت أنفاسها، بعد مضاعفات صحية حادة نتيجة عملية جراحية لإنقاص الوزن داخل عيادة خاصة في تركيا تحمل اسم مصحة صوفيا، المملوكة ويديرها الناشط المغربي نوفل موسى المعروف بـ”صوفيا طالوني”.
هذه الحادثة أثارت موجة واسعة من الحزن، وأطلقت نقاشًا عميقًا حول ظاهرة الطب التجاري والرحلات العلاجية التي تُجرى خارج الأطر القانونية والطبية المعتمدة.
خلفية الحادثة
قررت سلمى، التي تحظى بمتابعة واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، إجراء عملية تحويل مسار المعدة بعد معاناتها من ضغط نفسي واجتماعي مرتبط بوزنها.
العملية أُجريت في مصحة صوفيا بتركيا، حيث بدأت بعدها المضاعفات الصحية الخطيرة التي تفاقمت مع مرور الأيام.
عادت سلمى إلى المغرب حيث تم استقبالها في مصحة بالبيضاء، التابعة للدكتور والبرلماني عبد الإله لمهادي، الذي قدمت عيادته رعاية طبية عاجلة في محاولة لإنقاذ حياتها، لكن العيادة لم تكن طرفًا في إجراء العملية ولا في اتخاذ قرارها.
ملكية مصحة صوفيا ومسؤولياتها
تؤكد الوثائق والمصادر أن مصحة صوفيا مملوكة ومدارة من طرف الناشط المغربي نوفل موسى (صوفيا طالوني)، وهو الذي يقف خلف الإشراف العام عليها، رغم أنه ليس طبيبًا.
وتُتهم المصحة بغياب الضوابط الطبية الصارمة، وبأنها تقدم خدمات جراحية بدون الشروط والمعايير الصحية المطلوبة، ما يطرح علامات استفهام حول المسؤولية القانونية والأخلاقية.
ملكية المصحة بالبيضاء ودورها
المصحة بالبيضاء هي مؤسسة طبية مواطنة مملوكة للدكتور عبد الإله لمهادي، الذي يُعرف بكونه طبيبًا وعضوًا برلمانيًا، وقد استقبلت حالة سلمى بعد عودتها من تركيا وهي في حالة صحية حرجة.
وقدمت المصحة الرعاية الطبية الطارئة في إطار محاولات إنقاذ حياتها، مع توفير متابعة دقيقة لحالتها الصحية، لكن بيان صدر عن المصحة يؤكد عدم المسؤولية عن العملية الأصلية أو المضاعفات التي تلتها.

دعوى قضائية ضد صوفيا طالوني
ففي رد فعل قانوني، قررت إدارة المصحة بناء على تقريرها رفع دعوى قضائية ضد نوفل موسى (صوفيا طالوني)، متهمة إياه بالمسؤولية المباشرة عن وفاة سلمى تيبو بسبب الإهمال والتسيير غير المهني للمصحة التركية.
الدعوى تهدف إلى تحقيق العدالة وحماية سمعة المصحة التي لم تكن طرفًا في إجراء العملية، وإنما استقبلت الحالة فقط بعد تفاقم وضعها الصحي.

التأثير على الرأي العام والمجتمع الرقمي
أثرت وفاة ريتيبورز بشدة في أوساط متابعيها ومجتمع المؤثرين، وأثارت مخاوف حول انتشار عمليات التجميل والإنقاص السريع للوزن عبر عيادات خاصة قد تفتقر للمعايير الصحية.
كما سلطت الضوء على ظاهرة الاستعانة بوسطاء غير مختصين لتوجيه المرضى لإجراء عمليات خارج البلاد، دون مراقبة كافية.
توصيات ومطالبات
ــ ضرورة فتح تحقيقات رسمية في تركيا والمغرب للكشف عن ملابسات الوفاة.
ــ رفع وعي المواطنين حول مخاطر الرحلات العلاجية غير المضمونة.
ــ تأكيد أن الجهات القانونية يجب أن تتعامل بصرامة مع أي طرف يتحمل مسؤولية طبية أو تنظيمية في هذه الحوادث.
إن وفاة سلمى ليست مجرد حادثة فردية، بل هي إنذار للجميع حول مخاطر استغلال الصحة في إطار الطب التجاري وغياب التشريعات الصارمة.
