ادريس بينهم / الرباط
يشهد المغرب خلال الأسابيع الأخيرة بروز نمط جديد من الحركات الاحتجاجية أطلق عليها إعلامياً “حركة جيل Z212”، وهي ظاهرة غير مسبوقة من حيث تركيبتها العمرية وآليات تنظيمها الرقمية. وتشير المعطيات إلى أن أزيد من 70% من المشاركين فيها هم من فئة الشباب والقاصرين، ما يعكس تحوّلاً لافتاً في أسلوب الانخراط السياسي والاجتماعي لدى الجيل الجديد.
وتعتمد هذه الحركة على منصة التواصل “Discord” كفضاء رئيسي للتنسيق والتأطير، حيث تُعقد الاجتماعات ويتم تحديد أماكن وتوقيت الاحتجاجات عبر التصويت الإلكتروني، في ظل غياب أي معرفة مسبقة بهويات المشاركين، ما يمنحها طابعاً جماعياً غير مركزي.
وفي خطوة لافتة، توسّع نشاط الحركة نحو التأطير السياسي الرقمي، من خلال تنظيم لقاءات افتراضية مع شخصيات فكرية وسياسية معروفة، فقد استضافت يوم الثلاثاء الماضي الدكتور طلال لحلو، الذي قدّم “قراءة اقتصادية للمطالب والمستقبل”، في لقاء مباشر تفاعلي أجاب خلاله على أسئلة الشباب وملاحظاتهم حول الأوضاع الاقتصادية الراهنة.

كما استضافت يوم أمس الأربعاء الأستاذ عمر بلافريج، السياسي والبرلماني السابق، الذي عبّر عن إعجابه بهذه التجربة، مؤكداً أنه يرى فيها طاقة جديدة قادرة على تحقيق التقارب بين التيارات اليسارية والإسلامية، بما يسهم في بناء مشهد سياسي أكثر انسجاماً وفاعلية، ويساعد على الدفع بإصلاحات ملموسة في مجالي التعليم والصحة.

ويطرح هذا التحول الرقمي تساؤلات عميقة حول مستقبل التأطير السياسي بالمغرب:
هل يمكن أن تتحول هذه الصيغة الجديدة إلى بديل حقيقي عن الأحزاب التقليدية؟
أم أنها مجرد آلية مؤقتة لتأطير الحراك الشبابي ريثما تتحقق مطالبه الاجتماعية والاقتصادية.