ادريس بينهم/الرباط
استقبل صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، أمس الاربعاء، لاعبي المنتخب الوطني لأقل من 20 سنة، بعد تتويجهم بلقب كأس العالم لهذه الفئة، المقامة بدولة الشيلي، في إنجاز تاريخي يعكس المكانة التي باتت تحتلها الرياضة الوطنية على الصعيد الدولي.
وحظي الأبطال الشباب فور عودتهم إلى أرض الوطن باستقبال شعبي حافل في شوارع الرباط، حيث جابت الحافلة المكشوفة شوارع العاصمة وسط أجواء احتفالية وطنية عكست فخر المغاربة بهذا الجيل الواعد.

ويأتي استقبال ولي العهد مولاي الحسن للأبطال الشباب في سياق رمزي غني بالدلالات الوطنية، إذ يجسد استمرارية الرؤية الملكية في تشجيع الكفاءات الرياضية والشبابية، وتكريس قيم المثابرة والعمل التي تميز المشروع المجتمعي المغربي.

ويُذكر أن سمو ولي العهد أشرف مؤخرًا على تدشين ملعب الأمير مولاي عبد الله بعد إعادة تأهيله، في خطوة تؤكد اهتمام المؤسسة الملكية بتطوير البنيات التحتية الرياضية وتوفير فضاءات تليق بالرياضيين المغاربة.

ويأتي هذا الاستقبال عقب المجلس الوزاري الأخير الذي ترأسه جلالة الملك محمد السادس، والذي وضع خلاله الخطوط العريضة للسياسات العمومية المقبلة، خصوصًا في ميادين التعليم والصحة وتعزيز شفافية الانتخابات، مع تشجيع الشباب على الانخراط في الحياة العامة.
وفي هذا السياق، تعكس تحركات ولي العهد مواكبةً ميدانية للبعد التنموي والرياضي، الذي يشكل أحد رهانات المغرب المستقبلية، سواء من خلال تدشين المشاريع الكبرى أو من خلال تشجيع الطاقات الوطنية الشابة.
فاستقبال ولي العهد للأبطال الشباب اذن لا يقتصر على طابع بروتوكولي، بل يحمل رسالة سياسية واجتماعية عميقة تؤكد أن الجيل الجديد من القيادة المغربية منخرط بوعي ومسؤولية في دعم قضايا الشباب والتنمية والرياضة.
وفي المقابل، يواصل جلالة الملك محمد السادس تركيزه على الملفات ذات الطابع الاستراتيجي والدبلوماسي، في توزيع متوازن للأدوار داخل النسق الملكي المغربي، القائم على الاستمرارية والتجديد في آن واحد.

هكذا تبرز الملكية المغربية كفضاء يجمع بين التقاليد الراسخة ورؤية المستقبل، وبين القيادة الحكيمة والانفتاح على جيل جديد من الكفاءات، ليظل المغرب نموذجًا فريدًا في المزاوجة بين الرمزية السياسية والفعالية المجتمعية.
























