منير نافع/كابريس
في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يواجهها العديد من المجتمعات في المغرب، تبرز منطقة أولاد تايمة كواحدة من الأمثلة البارزة على الهشاشة الاقتصادية والاجتماعية. و تعاني هذه المنطقة التي يعتمد اقتصادها على الفلاحة من مجموعة من التحديات التي تشمل : قلة الموارد الصحية والتعليمية، وانعدام التنمية الاقتصادية والتحولات البنيوية الضعيفة، مما يجعل الحياة صعبة على السكان المحليين.
و تعاني منطقة أولاد تايمة من نقص حاد في البنية التحتية الصحية وقلة الأطباء والممرضين المتاحين لخدمة السكان، لذلك يجد السكان صعوبة في الوصول إلى الرعاية الطبية الأساسية، وغالبا ما يضطرون إلى السفر الى مدينة تاروانت او اكادير مما يزيد من معاناتهم ويعرض حياتهم للخطر في بعض الحالات الطارئة. حيث اصبح المستشفى المحلي مجرد محطة لتحويل المرضى إلى المرافق الطبية الأخرى في المدن المذكورة اعلاه.
و يشكل القطاع الفلاحي جزءا أساسيا من اقتصاد منطقة أولاد تايمة، لكنه يواجه تحديات كبيرة تتمثل في نقص المياه وعدم كفاية البنية التحتية لدعم الزراعة. و تسبب نقص المياه جراء الجفاف الذي يضرب المنطقة منذ عدة سنوات في تدهور الإنتاج الزراعي وتأثيراته السلبية على الاقتصاد المحلي، مما يجعل السكان يعانون من سوء التغذية وضعف الدخل.
كما يواجه طلاب المدينة و الجماعات المجاورة لها صعوبات في الوصول إلى المؤسسات التعليمية العليا، حيث يضطرون إلى السفر لمسافات طويلة للوصول إلى المدن القريبة. كما أن نقص وسائل النقل يجعل التنقل صعبا ومكلفا، مما يعرض الطلاب لعدة صعاب في تحقيق تعليم جيد ويؤثر سلبا على فرصهم المستقبلية.
و تتطلب الظروف الحالية في منطقة أولاد تايمة تدخلا عاجلا وفعالا من قبل الحكومة والمسؤولين المحليين الى التسريع بإخراج المشاريع المبرمجة خلال فترة المجلس الحالي ناهيك عن استكمال المشاريع التي تركها المجلس السابق و التي تعرف بطئا شديدا في انجازها، علاوة على ذلك، يجب أن تكون الجهود مدعومة بالشفافية والمساءلة لضمان استخدام المال العام بشكل فعال وفقًا لاحتياجات ومتطلبات السكان.
