
بقلم الشاعر : عبد الله الرخا
منذ البدء..
أمشي مسرعا إلى الفراغ
أرتب حروفي المبعثرة
وأكتب عنوان حزنٍ
لقصائدي المتمردة
وهذا العمر وحيدا تلظى
كَفرَ بكل قصائد الهوى
وما انتظرَ
وأنا..
أنا الصراخ والابتسام
وأنتِ عيون الثلج الحبلى
*
لو أخبرتك الآن
عن هذا الدفء الذي يجتاحني
عن سحر هذا الدم المتدفق في القلب
وعن هذه النار المشتعلة
وعن هذا الليل الطويل..
الذي انتهى نبضه الآن..
وليس غدا
وهذه المدينة التي تمر من أمامي
تغزو سخونتها جسدي
أو بالأحرى برودتها التي تاهت في المدى
*
أشق موضعا ما ذات مساء
أحررني من مسافات الحياة
وأتيه..
اهرب من جسدي..
من مساومة الروح التي تسري في عروقي
وأحس بالظمأ الذي يملأ القلب
كما تُملأ كؤوس النبيذ الممتلئة
*السمراء التي تشرب من حرفي
جالسة القرفصاء..
في الريح تطل من النافذة
وتمشي ممتدة في السماء
أرى امتدادها شعاعا
أجمع بعضا منها لمأساتي
التي تلبس البياض
وتغويني بحروفها
*
هذا الصباح
يحرر بركان نبضي
إلى آخر الليل
وحتى بعد الفجر
ضيع عمره يحلم بالذكريات
ينتظرني كي يرى ملامح
هطولي
*
وأنت وحدك تكابرين
وتعشقين العزف على بهاء حرفي
وأنا لا أملك إلا أن أهون عليك الطريق
ستنمو نبضاتي كحبة خردل
فالجبال تطل عليك من أعلى
تهز صرخاتك خلف الظلام
وتعلمك هدوء الصباح العابر
من النافذة المشرعة.