العيون : خيمة الديمقراطية DEMOCRACY TENT”: مشروع يكسر الحواجز ويعيد تعريف المشاركة المواطنة

kapress26 ديسمبر 2024آخر تحديث :
العيون : خيمة الديمقراطية DEMOCRACY TENT”: مشروع يكسر الحواجز ويعيد تعريف المشاركة المواطنة

منير نافيع /كابريس

انطلقت النسخة الثانية من مشروع “خيمة الديمقراطية DEMOCRACY TENT” في أجواء مشحونة بالحماسة والوطنية. تميز الافتتاح بعزف النشيد الوطني المغربي، حيث وقف الحضور في صمت إجلال، مؤكدين التزامهم العميق بالمسؤولية الوطنية، قبل أن يكرم المشروع عائلة الفقيد محمد سالم الشرقاوي، رمز النضال من أجل حقوق الإنسان والديمقراطية في الأقاليم الجنوبية. كان التكريم بمثابة تكريس لرؤية الفقيد في تعزيز المشاركة المواطنة، ويعد بمثابة إشعال شمعة جديدة في طريق التغيير.

تحت شعار “المواطن شريك في القرار”، يسعى مشروع “خيمة الديمقراطية DEMOCRACY TENT” إلى قلب موازين المشاركة السياسية، عبر تمكين المواطنين من أن يصبحوا جزءا أساسيا في صناعة القرار الذي يؤثر على حياتهم. المشروع الذي أطلقته جمعية آفاق لتأهيل وإدماج الأشخاص في وضعية إعاقة، لا يعد فقط منصة لإشراك المواطنين في النقاشات السياسية، بل هو حركة مجتمعية تسعى لإحداث ثورة في مفاهيم التفاعل مع السلطات المحلية وصنع السياسات.

بعد النجاح الباهر الذي حققته النسخة الأولى في 2023 بتمويل من مبادرة الشراكة الأمريكية الشرق أوسطية (MEPI)، جاءت النسخة الثانية تحت إشراف الوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالعلاقات مع البرلمان، لتكرس مفهوم الشمولية في المشاركة. المرة هذه، التركيز على الأشخاص ذوي الإعاقة، خصوصا مستعملي لغة الإشارة، يفتح الأفق أمام فئة كانت في الماضي تُحرم من المساهمة الفعالة في الحياة السياسية.

أما في قلب الافتتاح، فقد تجسد النقاش الفكري في يوم دراسي بعنوان “دور الديمقراطية التشاركية في تعزيز المشاركة المواطنية”، والذي جمع نخبة من الخبراء والمفكرين الذين لم يترددوا في طرح أفكار جريئة قد تغيّر مجرى التفكير في كيفية إشراك المواطنين في القرارات السياسية. من بين هؤلاء:

ذة. عائشة الكرشة، التي قدمت تصورا قانونيا جريئا يعزز دور المواطن في الحياة السياسية.

د. الطالب بويا ماء العينين، الذي تحدث عن آليات الحكامة التشاركية وأثرها في التنمية الجهوية.

د٠ محمود عياش، الذي كشف عن التحديات اليومية التي يواجهها الأشخاص ذوو الإعاقة في الولوج إلى آليات المشاركة السياسية.

في حدث تميز بحضور إعلاميين وممثلين عن المجتمع المدني، كان الاهتمام الكبير بتوفير مترجمين للغة الإشارة من أبرز ما لفت الأنظار، ما يعكس مدى التزام المشروع بشمولية المداخلات والمشاركة. لم يكن النقاش فقط عن تعزيز الشفافية في السياسة، بل كان أيضا حوارا حيويًا حول كيفية دمج الجميع في عملية اتخاذ القرار، خاصة في المناطق الجنوبية التي تفتقر أحيانا إلى تمثيل فعال في المشهد السياسي.

“خيمة الديمقراطية DEMOCRACY TENT” ليست مجرد مشروع؛ إنها حركة تصحيحية تهدف إلى تغيير مفهوم المشاركة المواطنية في المغرب. من خلاله، يظهر بوضوح أن الديمقراطية التشاركية ليست مجرد شعار، بل هي السبيل الوحيد لتحقيق التوازن الاجتماعي والسياسي، وتقديم نموذج يمكن أن يحتذى به في باقي المناطق، لا سيما في الجنوب.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة