الشاعر : عبد الله الرخا
لأن الربيع لا مكان له هنا
والصيف قادم لا محالة
لا مكان إلا للريح
ولا قلبا بريئا يستريح
ولا أغنية تغازل هذا الندى
*
أعري تفاصيل خلوتي خلسة
وأعاود لملمة تعبي
وأشتهيني كي يمر هذا المدى
وكي أقرأ على كل العشاق احجياتي
كي آخذني إلى عينيك علي أحيا
*
لي منجل أحصد به الورود التي زرعت،
فوق هذه الأرض الثكلى
لي روح عصية على النبض والدمع
وواحات نخل بصبابتي
ولي عينان شاهدتان على انتظاري
*
ودفتر ذكريات أسجل فيه لحظاتي
وأنا أطارد هذا الطيف..
طيفك
ثم أشق صدري حد الموتِ
علَّ هذا البوح الرابض في أضلعي،
يكفيكِ
*
رسمت على جدران القلب،
وطنا بحجم السماء
وكتبت حكاية تروي عن عشقنا الدافئ،
وعن أيام سابقت خطونا،
قبل أن نسكن نهارها ولياليها
وعيونها التي على الضفاف
*
الأصدقاء والرفاق الذين كنا نحبهم
رحلوا..
لم يعد يشعلون مساحة الضوء
ويقراون معي تراجيديا هذا الزمن،
أويطفئون معي شمعة الميلاد
أقلب صفحاتهم صفحة صفحة
إني أراهم على نافذة الغياب
*
قد قلت لأحدهم ذات يوم ومرة
سيأتي زمان نتوسد العزلة وحدنا
لأننا لم نعد نشرق كشمس الصباح
او نعزف على اغنياتهم
ستموت ملامحنا وهذا الجسد النظيف
وسنحيا وحدنا فقط في سلام
*
بالأمس تقول لي،
سلام عليك
وتمطرني ذهبا
وحياة أخرى في الخلود
وتفاجئني على ناصية الحلم
بالماء والماء
ولكنك فقط تجمع شتاتك
أحلامك انت وحدك
ثم تحصد السنابل التي من حولنا
*
أعرف جدا هذا النشيد معرفة
هذا الموال الذي من حولك
وهذه الرؤى التي تكتبها فقط تعويذة،
وتنهيدة قد تختفي في لحظة
ثم تسير مع الريق
وأكيد لن تشرق ابدا
*
كان على شرفته يدندن بالقلم
يستنطق مشاعره
روحه التي تحاكي حروفه
وفوضى خطاياه
ويسائل ذكريات السنين
تلكم التي لم تداو الكرب
*
فكن نبضا متدفقا
روحا في قصيدة
سرب حمام يطير عاليا،
حرا طليقا
كن لحنا جميلا مطربا
وكن شعاعا منتشرا في كل مكان
ضوءا في السماء تنير العتمة،
وكل الظلام.
