منير نافيع /كابريس
في تطور يعكس تصاعد التوتر بين باريس والجزائر، هددت فرنسا بفرض عقوبات على الخطوط الجوية الجزائرية بسبب رفضها استقبال المرحلين قسرا، مما يضع النظام الجزائري في موقف لا يُحسد عليه بين شعارات السيادة ومتطلبات الالتزامات الدولية.
وزير الداخلية الفرنسي، برونو ريتايو، عبّر عن استياء باريس الواضح من المماطلة الجزائرية، مؤكدا أن الجزائر تتنكر لتعهداتها في ملف الهجرة، رغم أنها تطالب أوروبا بفتح حدودها أمام مهاجريها. هذا الموقف المزدوج يضع تساؤلات حول مدى جدية النظام الجزائري في الدفاع عن سيادته، أم أنه يستخدمها كشعار سياسي للاستهلاك الداخلي.
وبينما تسعى باريس إلى فرض معادلة جديدة تقوم على الالتزام المتبادل، يجد النظام الجزائري نفسه أمام اختبار صعب: إما مواجهة العواقب الدبلوماسية والاقتصادية لرفضه التعاون، أو التراجع خطوة إلى الوراء والقبول بشروط باريس، مما قد ينظر إليه داخليًا كهزيمة لخطاب السيادة.
في ظل عزلة دولية متزايدة، وفشل في كسب تأييد أوروبي واسع لسياساته، تبقى الخيارات أمام الجزائر محدودة، فيما تواصل باريس إحكام قبضتها الدبلوماسية، تاركة النظام أمام تحدٍّ حقيقي: هل يتمسك بشعاراته أم يخضع لمنطق القوة.