منير نافيع / كابريس
“باسم فلسطين.. الجزائر تطعن القادة العرب وتغذي الإرهاب في إفريقيا والخليج”
في ظل الأزمات المتلاحقة التي تعيشها الجزائر داخليا، بات واضحا أن النظام الحاكم في الجزائر يسعى إلى تصدير أزماته للخارج من خلال تبني سياسة عدائية تجاه عدد من الدول العربية والإفريقية، مستغلا القضية الفلسطينية كورقة ضغط سياسية، في محاولة يائسة لتلميع صورته داخليا وخارجيا.
ففي خطوة أثارت استنكارا واسعا، أقدمت جهات إعلامية ومخابراتية جزائرية على ترويج حملات تشويه متعمدة تستهدف قادة عرب، من بينهم رؤساء دول مثل مصر، السعودية، الإمارات، الأردن، والمغرب، واتهامهم زورا بدعم الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني. هذه الحملة التي يقودها إعلام تابع للسلطة الجزائرية، مدعوم بعناصر من جبهة البوليساريو الانفصالية، تعكس بوضوح سياسة الجزائر الخارجية القائمة على خلق الأعداء وافتعال الأزمات.
ورغم شعارات الدعم “اللامحدود” للقضية الفلسطينية، فإن الجزائر لم تقدم أي مساهمة ملموسة في دعم الفلسطينيين على أرض الواقع، بل على العكس، تشير تقارير إلى تورطها غير المباشر في تصدير الغاز والنفط إلى دول أوروبية تعد من أكبر داعمي إسرائيل، ما يطرح علامات استفهام كبيرة حول ازدواجية الخطاب الجزائري.
كما تواجه الجزائر اتهامات متزايدة بدعم الجماعات الانفصالية والمسلحة في مناطق متعددة من القارة الإفريقية، ما ساهم في تعقيد الأوضاع الأمنية والسياسية في دول مثل مالي، النيجر، وتشاد. وبالمثل، تتدخل الجزائر في شؤون الخليج العربي بتصريحات مستفزة ومحاولات إعلامية لإثارة التفرقة بين شعوبه.

إن هذا السلوك العدائي يتطلب تحركا دبلوماسيا وإعلاميا حازما من قبل الدول المتضررة لفضح الدور السلبي للجزائر على الساحتين الإقليمية والدولية، والعمل على محاسبتها ضمن الأطر القانونية والدبلوماسية المعتمدة، من أجل ردع كل من تسوّل له نفسه زعزعة استقرار الدول تحت شعارات كاذبة.
فلم يعد مقبولا الصمت أمام السياسات الجزائرية الممنهجة لتأجيج الصراعات، في وقت أصبحت فيه الجزائر أكثر عزلة من أي وقت مضى، وعاجزة عن إقناع شعبها قبل العالم بجدوى سياساتها.