موفد جريدة “كابريس” جهة العيون بوجدور
في مشهد يترجم الدينامية التنظيمية التي يحرص حزب التجمع الوطني للأحرار على ترسيخها، احتضنت مدينة العيون صباح السبت 17 ماي 2025 تجمعًا جماهيريًا لقيادات الحزب مع ساكنة جهة العيون بوجدور الساقية الحمراء، بحضور شخصيات برلمانية ومسؤولين حكوميين، وفي مقدمتهم رئيس الحكومة عزيز أخنوش.
اللقاء، الذي افتُتح بآيات من الذكر الحكيم والنشيد الوطني، لم يكن مجرد تظاهرة خطابية، بل حمل في طياته رسائل سياسية واضحة، من حيث التوقيت والموقع والسياق العام. فقد شكل مناسبة لتقديم ما يشبه الحصيلة المرحلية لحكومة التجمع الوطني للأحرار، انطلاقًا من المشاريع التي أنجزت بالأقاليم الجنوبية، وبالخصوص في العيون وبوجدور، والتي أصبحت اليوم مختبرًا حقيقيًا لنموذج تنموي محلي يستمد شرعيته من فلسفة المسيرة الخضراء.
البرلماني محمد عياش محمود استعرض سلسلة الإنجازات التنموية التي شملت قطاعات التعليم، البنية التحتية، الاقتصاد الاجتماعي، مشيرًا إلى أن هذا اللقاء يدخل في إطار تعاقد حزبي يتجاوز الحملات الانتخابية الموسمية نحو التفاعل المستمر مع الساكنة.
وفي ذات السياق، أبرز رئيس بلدية طرفاية، عبد الفتاح حرطون، أهمية التواصل الحزبي المباشر مع المواطنين، مؤكداً أن هذا الخيار يكرّس مفهوم القرب ويعزز الثقة بين الحزب ومناضليه. أما النائب البرلماني عن بوجدور، سيدي إبراهيم خيا، فقد سلط الضوء على المشاريع الكبرى التي تعكس رهان الدولة على تحصين الجهة عبر أوراش استراتيجية، مثل الطريق السيار تيزنيت–الداخلة، والجسر المعلق على وادي الساقية الحمراء، الذي أصبح رمزًا جديدًا للربط الوطني.

الخطاب الدبلوماسي كان حاضرًا بدوره، حيث شددت النائبة البرلمانية ليلى الداهي على المكاسب السياسية المحققة في ملف الصحراء، خصوصًا من خلال فتح عدد من القنصليات في العيون والداخلة، في إشارة إلى الدعم المتزايد لمغربية الصحراء على الصعيد الدولي.
رئيس الفريق البرلماني شوقي، ووزير العدل الأسبق محمد أوجار، ووزير الاستثمار زيدان، لم يفوتوا الفرصة لتثمين جهود الحكومة في تنزيل البرامج الاجتماعية ومحاربة البطالة، رغم التحديات الاقتصادية والاضطرابات الدولية. أما رئيس مجلس النواب رشيد الطالبي العلمي، فقد وجه رسائل مباشرة إلى “خصوم الحزب”، مؤكداً أن الرد سيكون عبر الاستمرار في النجاح والعمل الميداني وليس عبر الصراعات الجوفاء.
وفي لحظة ذات دلالة رمزية، اختتم رئيس الحكومة عزيز أخنوش اللقاء بتجديد الولاء للثوابت الوطنية، منوهاً بالدور الريادي لجلالة الملك محمد السادس نصره الله في تعزيز الدبلوماسية المغربية والدفع بعجلة التنمية في الأقاليم الجنوبية، مبرزًا أن حزب الأحرار يضع ضمن أولوياته تشغيل الشباب وتوسيع قاعدة المشاركة في القرار المحلي.

يؤكد هذا التجمع الجماهيري أن حزب التجمع الوطني للأحرار لا يراهن فقط على القرب الانتخابي، بل يسعى لترسيخ موقعه كفاعل مركزي في هندسة التنمية وربطها بالرهانات السيادية. فالجنوب، من منظور الحزب، لم يعد هامشًا، بل أصبح مركزًا استراتيجيًا للالتقائية بين السياسي والاقتصادي والدبلوماسي، تحت الرؤية الملكية الرشيدة.