سيلفي الوزير قيوح مع الرئيس أردوغان.. عفوية دبلوماسية في زمن الصور العابرة للحدود

يوسف بدري28 يونيو 2025آخر تحديث :
سيلفي الوزير قيوح مع الرئيس أردوغان.. عفوية دبلوماسية في زمن الصور العابرة للحدود

بينما كانت عدسات الإعلام الدولي ترصد تفاصيل منتدى الربط العالمي للنقل المنعقد بإسطنبول، التُقطت صورة عفوية جمعت وزير النقل واللوجستيك، السيد عبد الصمد قيوح، مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. صورة أثارت نقاشًا متباينًا، لكنها في عمقها تعكس روحًا دبلوماسية متجددة، ونفسًا منفتحًا على معاني التواصل بين الشعوب وصنّاع القرار.

اللقطة التي وُصفت من بعض الأصوات بأنها خروج عن المألوف، لم تكن في واقع الأمر سوى لحظة إنسانية ضمن سياق رسمي، عبرت فيها الدبلوماسية المغربية عن حضورها الهادئ والمتزن، في وقت يحتاج فيه العالم إلى بناء الجسور لا تكثيف الأسوار.

فالوزير قيوح، المعروف بتواضعه وقربه من الناس، لم يأت بجديد حين اختار أن يُخلّد لحظة ودّ مع رئيس بلد صديق، في مناسبة رسمية تحتفي بالربط الدولي والنقل العابر للقارات. صورة لم تخرج عن إطارها، بل عبّرت عن روح الانفتاح التي يتقاطع فيها الحس الوطني مع مرونة التواصل.

ولعل أبرز ما يُسجّل في هذا الجدل المفتعل، أن بعض التعليقات لم تراعِ طبيعة السياق ولا حمولة الصورة، فاختزلت المشهد في لقطة واحدة دون النظر إلى الدور الكبير الذي تقوم به الدبلوماسية القطاعية في تمثيل المصالح العليا، خاصة في مجالات النقل واللوجستيك التي أصبحت ركيزة لأي تعاون استراتيجي.

إن الذين تعجلوا في النقد قد يكونون مدفوعين بحس المتابعة المشروعة، لكنهم – عن غير قصد – وقعوا في تأويل محدود للحظة رمزية. فالصورة لم تكن بحثًا عن “البوز”، كما حاول البعض أن يصورها، بل هي امتداد طبيعي لتموقع المغرب في المحافل الدولية، وانخراط وزرائه في دينامية العلاقات متعددة الأطراف.

بل أكثر من ذلك، تعكس الصورة تقديرًا شخصيًا من الرئيس التركي لوزير مغربي حضر ليمثل بلده بجدية ومهنية. فالتقاط صورة مع رئيس دولة ليس بالأمر الهيّن، بل هو في أحيان كثيرة تعبير ضمني عن الاحترام المتبادل وتقدير الحضور.

وفي خضم النقاش، ينبغي ألا ننسى أن السياسة في عصر الصورة تتطلب وعيًا جديدًا بالتواصل، وأن الدبلوماسية الحديثة لم تعد حكرًا على الخطابات الرسمية فقط، بل صارت تتغذى من إشارات بسيطة، وصور موجزة، قد تُحدث ما لا تقدر عليه صفحات البلاغات الطويلة.

في النهاية، تبقى الصورة مجرد لحظة عفوية، لكن رمزية. لحظة اجتهد فيها وزير شاب ليعبّر عن انفتاح مغربي على محيطه، دون أن يخلّ بالبروتوكول، ودون أن يخرج عن أدبيات الدولة. وهو ما يجعل كل تأويل سلبي لا يعدو أن يكون قراءة سطحية في زمنٍ يحتاج فيه الوطن إلى تشجيع المسؤولين حين يجتهدون، لا تثبيطهم عند كل اجتهاد.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة