محمد اوزين يطلق صرخة مدوية لإنقاذ أطفال الهامش من مخاطر الصيف

kapress29 يونيو 2025آخر تحديث :
محمد اوزين يطلق صرخة مدوية لإنقاذ أطفال الهامش من مخاطر الصيف

في عزّ الصيف، حيث ترتفع درجات الحرارة إلى مستويات خانقة، وتُقفل أبواب المسابح العمومية أو تغيب نهائيًا في عدد من المناطق، يواجه أطفال وشباب القرى والمناطق المهمشة خطر الموت غرقًا، في برك مائية غير مهيأة، أو في ضايات وسدود لا تتوفر فيها أدنى شروط السلامة

وفي ظل هذا الواقع، تُطرح أسئلة محرجة حول غياب الدولة وتقصيرها في توفير البنيات الأساسية للترفيه والاستجمام، باعتبارها حقًا من حقوق المواطنة الكاملة.

هذا الوضع الكارثي كان محور سؤال برلماني وجّهه محمد اوزين، رئيس حزب الحركة الشعبية والنائب البرلماني عن الفريق الحركي بمجلس النواب، إلى رئيس الحكومة، سلط فيه الضوء على ما وصفه بـ”الإقصاء الممنهج لعدد من المدن والقرى من المشاريع الصيفية”، مما يدفع أبناءها إلى “السباحة في الموت” بدل الاصطياف في أمان.

في سؤاله المؤسس، أشار اوزين إلى نماذج صارخة لهذا الإقصاء، على غرار طاطا، فكيك، زاكورة، تنغير، ازرو، بن أحمد، وغيرها من المناطق التي لا تزال خارج دائرة الاستفادة من المرافق العمومية الأساسية، وفي مقدمتها المسابح الجماعية وفضاءات الاستقبال الصيفي.

إن هذا الإقصاء ليس فقط نقصًا في البنيات التحتية، بل انعكاسًا لواقع مأساوي يعاني منه سكان المناطق النائية، الذين يرزحون تحت وطأة الإهمال والتهميش، مما يجعلهم عرضة لمخاطر حقيقية تنذر بفقدان أرواح أبنائهم.

مطالب واضحة، ورؤية ميدانية

تحرّك اوزين لا يُقرأ فقط باعتباره مبادرة فردية أو إجراءً رقابيًا داخل المؤسسة التشريعية، بل يُفهم كرسالة حزبية واضحة من رئاسة الحركة الشعبية، إلى الحكومة، تدعو من خلالها إلى مراجعة أولويات السياسات العمومية، وربط مشاريع التنمية بالشروط الإنسانية والبيئية التي تضمن كرامة المواطن، في البادية كما في المدينة.

ودعا رئيس الحركة الشعبية إلى ما يلي:

. صياغة خطة استعجالية وطنية لتأهيل المسابح العمومية المتوقفة وبناء مسابح جديدة في مختلف الأقاليم.

  • تمكين الجماعات الترابية من تمويلات خاصة لتشييد فضاءات استقبال صيفية بأثمنة رمزية؛
  • إشراك المجتمع المدني والقطاع الخاص في تدبير هذا الورش الاجتماعي ذي البعد التربوي والوقائي؛
  • إعادة الاعتبار للحق في الترفيه كجزء من الحقوق الاقتصادية والاجتماعية التي يكفلها الدستور.

تصريح رئيس الحركة الشعبية: صوت الهامش في وجه الإقصاء الصيفي

وفي اتصال جريدة “كابريس” مع السيد محمد اوزين، رئيس الحركة الشعبية، أكد قلقه العميق من الوضع المأساوي الذي يعيشه أطفال وشباب المناطق المهمشة في فصل الصيف، حيث تتحول حرارة الصيف القاسية إلى كابوس يهدد حياتهم بسبب نقص البنيات التحتية والتجهيزات الأساسية للترفيه الآمن.

وقال السيد اوزين في تصريح حصري لـ”كابريس”:
الوضع الذي نراه اليوم يثير فينا الألم والحسرة، فكيف يمكن أن نبقى صامتين أمام مأساة أطفال يغرقون في برك مائية غير مهيأة، بينما تتوفر المسابح في بعض المناطق الأخرى؟ هذا التفاوت في توزيع البنيات الأساسية يكرّس إقصاءً لا يمكن السكوت عليه.”

وأضاف:
الحركة الشعبية تعي تماماً أن الحق في الترفيه والسلامة هو جزء لا يتجزأ من الحقوق الدستورية للمواطنين، وأن الاستجمام ليس مجرد ترف، بل ضرورة نفسية واجتماعية تنعكس إيجاباً على صحة الفرد والجماعة. لذلك نطالب الحكومة باتخاذ إجراءات عاجلة وعملية لتوفير بيئات آمنة للاستجمام، من خلال خطط مستعجلة لتأهيل المسابح العمومية وبناء مرافق جديدة، وتمكين الجماعات الترابية من الموارد المالية اللازمة لإنشاء فضاءات استقبال صيفية بأسعار رمزية، حتى لا يبقى أي طفل أو شاب محروماً من هذا الحق.”

وختم السيد اوزين بالتأكيد على أهمية إشراك المجتمع المدني والقطاع الخاص في تدبير هذه المشاريع الحيوية، التي تحمل أبعاداً تربوية واجتماعية مهمة، داعياً إلى تجاوز الخطابات النظرية والعمل على واقع ملموس يحقق الإنصاف والعدالة المجالية التي تستحقها كل المناطق.

خاتمة: الحركة الشعبية ترفع صوت الهامش

إن الحركة الشعبية، من موقعها السياسي والتاريخي، ومن خلال رئاستها، ترفع صوت أبناء المناطق المهمشة عالياً، وتدعو الحكومة إلى التحرك العاجل لوضع حد لهذا التمييز المجالي الخطير.

فكرامة المواطن لا تقف عند باب المستشفى أو المدرسة، بل تمتد إلى حقه في الاصطياف، والسباحة، والترويح عن النفس، في مرافق آمنة تحفظ الحياة وتنمّي الأمل.

المقال من إعداد: المصطفى العياش
سكرتير تحرير جريدة “كابريس”
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة