بين عبق التراث وروح الانتماء في مهرجان التبوريدة بمولاي عبدالله أمغار
تظل الخيل في الوجدان المغربي أكثر من مجرد وسيلة للركوب أو للحرب، فهي رمز للشرف والكرامة، ومقياس للقوة والعزة. وقد لخّص هذا البعد العميق في قولة: “عِزُّ الخيل مرابطها”، أي أن مجدها وهيبتها يكمن في العناية بها وترويضها وإعدادها الدائم.
هذا المعنى يجد امتداده المعاصر في رحاب مهرجان التبوريدة لهذه السنة بمولاي عبدالله أمغار، حيث تصطف السربات القادمة من مختلف جهات المملكة لتجسد من خلال فرسانها وخيولها لحظة متجددة من التاريخ والتراث.
فالتبوريدة ليست مجرد عرض فروسية، بل هي تعبير عن روح جماعية ترى في الخيل عنوانًا للعزّة، وفي تربيتها وحمايتها سبيلًا لحفظ الهوية الوطنية
ضمن هذا السياق، خصص برنامج “خير لبلاد”، الذي تبثه القناة الثانية، تغطية ميدانية استثنائية لأيام المهرجان، بمتابعة دقيقة من الصباح حتى ساعات متأخرة من الليل، تحت إشراف الصحفي بن داود كساب وطاقمه التقني. وقد جاءت هذه المواكبة لتعكس مكانة الإعلام العمومي والقناة الثانية بشكل خاص في صون الذاكرة الوطنية وتسليط الضوء على التراث المغربي الأصيل
وكما أن الخيل تعتز بمرابطها، فإن المشاهد المغربي يعتز ببرامج تلفزيونية رصينة تمنح التراث المغربي المكانة التي يستحقها. من هنا أضحى “خير لبلاد” واحدًا من البرامج التي تُرفع لها القبعة، لحرصه على إبراز الوجه الثقافي والحضاري للمغرب.
وقد توّجت هذه الجهود بتكريم إدارة المهرجان لطاقم البرنامج الصحفي والتقني، في اعتراف مستحق بالمجهودات المبذولة لتقريب الصورة الحقيقية لهذا الموعد التراثي الكبير من جمهور واسع داخل المغرب وخارجه
وهكذا، فإن موسم مولاي عبدالله أمغار للتبوريدة، بما يحمله من أصالة وطلقات مدوية تملأ الفضاء، يذكّرنا أن الأمة التي تحفظ خيلها وتراثها، تحفظ أيضًا عزتها وكرامتها. وكما أن “عِزُّ الخيل مرابطها”، فإن “خير البلاد” يظل دائمًا في ثوابتها، وهويتها، وأبنائها ، شكرا لخير لبلاد وشكرا للزميل بنداود كساب والطاقم التقني المرافق له.
