الدار البيضاء – الاثنين 1 شتنبر 2025
شهدت المملكة المغربية حدثًا مؤسسًا في مسار بناء منظومة الأمن الوطني، وذلك بتعيين الجنرال دو بريگاد عبد الله بوطريج على رأس المديرية العامة للأمن السيبراني. خطوة تعكس حجم الرهانات الدولية والإقليمية المرتبطة بهذا القطاع، وتبرز في الآن ذاته حكمة القيادة الملكية في تعزيز الأمن بمختلف أبعاده.
الجنرال دو بريگاد عبد الله بوطريج.. كفاءة عسكرية بخبرة استراتيجية
الجنرال دو بريگاد عبد الله بوطريج، بخبرته في الميدان العسكري وما راكمه من انضباط وتجربة في القيادة، يمثل اليوم انتقالًا نوعيًا في تدبير ملف الأمن السيبراني. هذا التعيين يعكس الثقة الملكية في الكفاءات العسكرية، ويؤكد أن حماية الفضاء الرقمي لم تعد شأناً تقنياً فقط، بل صارت جزءاً من العقيدة الدفاعية للمغرب.
المنظمة المغربية للمواطنة والدفاع عن الوحدة الترابية والمجلس الوطني السامي لمتطوعي المسيرة الخضراء
لقد برهنت اللحظات الصعبة التي عاشها المغرب، وخاصة خلال زلزال الحوز، أن الشعب المغربي كتلة واحدة وراء جلالة الملك محمد السادس نصره الله. حينها، حاول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مخاطبة الشعب المغربي مباشرة، لكن التاريخ سجل أن المغاربة تجاهلوا رسالته، وأعلنوا مواقفهم الموحدة الداعمة لمؤسساتهم الوطنية.
وفي هذا السياق، لعبت المنظمة المغربية للمواطنة والدفاع عن الوحدة الترابية التي أتشرف برئاستها المصطفى العياش والمجلس الوطني السامي لمتطوعي المسيرة الخضراء التي يرأسها السيد عبد الهادي غندومي وهما من الجمعيات الذين لعبوا دورًا في التعبير عن نبض الشارع، من خلال الدعوة إلى وقفة رمزية أمام السفارة الفرنسية بالرباط. وقد كانت الغاية إيصال رسالة سياسية واضحة إلى الرأي العام الدولي، مضمونها أن المغاربة لا يقبلون أي مساس بمؤسساتهم، وعلى رأسها المؤسسة الملكية. وبحكمة وطنية، جرى التعامل مع النداء في بعده الرمزي، احترامًا للتوازنات الدبلوماسية وحمايةً للمصلحة العليا للوطن.
التوقيت والرهانات الدولية
تزامن هذا التعيين مع لحظة دقيقة، إذ يستعد المغرب لاحتضان واستقبال عدة تظاهرات إفريقية ودولية كبرى، ما يجعل الأمن السيبراني في صدارة الأولويات. وفي عالم تتزايد فيه مخاطر الهجمات الإلكترونية والحملات الدعائية الموجهة، فإن تعزيز القيادة العسكرية لهذا الجهاز يبعث رسالة قوية إلى الداخل والخارج: المغرب مستعد لحماية سيادته الرقمية بنفس اليقظة التي يحمي بها حدوده الترابية.
الدلالة الإستراتيجية للتعيين
تعيين الجنرال دو بريگاد عبد الله بوطريج على رأس المديرية العامة للأمن السيبراني ليس مجرد تغيير في الأطر، بل هو إعلان أن المغرب دخل مرحلة جديدة في الدفاع عن سيادته الرقمية. إدماج خبرة عسكرية منضبطة في قطاع مدني حساس يترجم إرادة استراتيجية لمواجهة جيل جديد من التهديدات التي قد تستهدف الوطن، سواء عبر الهجمات السيبرانية أو عبر حملات التشويه الإعلامي.
والأهم أن هذا القرار يعكس رؤية وحكمة جلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، الذي يؤكد من خلال هذا الاختيار أن الدفاع عن الوطن كلٌ لا يتجزأ: حدود ترابية، فضاء سيبراني، وسيادة وطنية مصانة.
أكتب وأؤمن أن الكلمة حين تنضبط، تصبح سلاحًا في خدمة الوطن.د
