المغرب بين دعم فلسطين وحماية أمنه القومي: رد كابريس على تساؤلات هسبريس

kapress14 سبتمبر 2025Last Update :
المغرب بين دعم فلسطين وحماية أمنه القومي: رد كابريس على تساؤلات هسبريس

في أعقاب الهجوم الإسرائيلي الأخير الذي استهدف قيادات من حركة المقاومة الإسلامية “حماس” داخل قطر، أثار تساؤلات عديدة حول مستقبل تواجد هذه القيادات في المنطقة، والدور الذي يمكن أن تلعبه بعض الدول العربية في حماية أو استضافة عناصر هذه الحركة، بما في ذلك المغرب. وفي هذا السياق، نشرت جريدة هسبريس مقالًا بعنوان “هل يستضيف المغرب قادة ‘حماس’ بعد الهجوم الإسرائيلي على قطر؟، حيث أشار الكاتب إلى تصريحات أوس الرمال، رئيس حركة التوحيد والإصلاح، الذي أكد أن قرار استضافة هذه القيادات هو قرار سيادي يتخذ من أعلى مستويات الدولة المغربية، ويتطلب تقديرات دقيقة للمصالح الوطنية والأمنية للمملكة.

أولا، المغرب يدعم القضية الفلسطينية رسميا وسياسيا، ويقف إلى جانب الشعب الفلسطيني عبر مؤسسات الدولة والمنظمات الوطنية، لكن ذلك لا يعني تبني سياسات استضافة لأي تنظيمات تتبنى أعمالا مسلحة خارج نطاق القانون الدولي. المغرب يعترف بالمنظمة التحريرية الفلسطينية كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني، وهو موقف ثابت وداعم للسلام العادل.

ثانيا، المغرب بلد ملتزم بالقانون الدولي ومحاربة التطرف، ويعمل على حماية حدوده وأمنه الداخلي. أي قرار يتعلق باستضافة أشخاص أو قيادات سياسية أو عسكرية مرتبط بالأمن القومي يتخذ فقط بعد تقييم دقيق من أعلى مستويات الدولة، وبما يتماشى مع المصالح الوطنية. التاريخ المغربي مليء بالمسؤولية السياسية والحكمة في إدارة الملفات الإقليمية، وهو ما جعل المملكة تحافظ على مصداقيتها وعلاقاتها الدولية.

ثالثا، المغاربة أظهروا دائما تضامنا مع غزة وفلسطين من خلال مظاهرات سلمية، ومساعدات إنسانية، وهو ما يعكس قوة ووعي المجتمع المدني المغربي. دعم الشعب الفلسطيني لا يعني أي تجاوز للأمن أو القوانين، ولا يجعل المغرب ملاذا لأي تنظيم مسلح.

الدور القطري الإيجابي في الحوار الإقليمي

وفي سياق توازن المغرب بين دعمه للقضية الفلسطينية وحماية أمنه القومي، لا يمكن تجاهل الدور المحوري الذي لعبته دولة قطر في الحوار الإقليمي، خاصة فيما يتعلق بمبادرات حماية الرهائن والتواصل مع إسرائيل من أجل حلول سلمية. هذا الجهد الدبلوماسي يعكس التزام الدوحة بالبحث عن مسارات سلمية وعادلة، ويجسد حرصها على الاستقرار الإقليمي، وهو ما يلقى تقديرًا من المملكة المغربية، التي تتابع مثل هذه المبادرات بعين الحكمة والمصلحة الوطنية.

بهذه الطريقة، يظل المغرب ملتزمًا بمبادئه الراسخة في دعم الفلسطينيين، وفي الوقت ذاته، يثمّن كل مسعى يسعى لتحقيق الاستقرار وحماية المدنيين، مع الحفاظ على سيادته وأمنه القومي، مؤكدًا أن التقدير للجهود الإيجابية لا يتعارض مع مواقفه الوطنية الثابتة.

المصادر

1 ــ هسبريس، مقال بعنوان: “هل يستضيف المغرب قادة ‘حماس’ بعد الهجوم الإسرائيلي على قطر؟”، تاريخ النشر: 14 شتنبر 2025.

2 ـــ بيانات رسمية صادرة عن وزارة الشؤون الخارجية المغربية.

3 ــ تقارير إعلامية عن الدور القطري في الوساطات الإقليمية وحماية الرهائن.

المصطفى العياش سكرتير تحرير جريدة كابريس

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

Breaking News