متابعة: المصطفى العياش ــ خالد بدري
كوريا تُشيد بجهود المملكة وتُراهن على شراكة استراتيجية أوسع
في خطوة تعكس متانة العلاقات بين الرباط وسيول، أعلنت سفارة كوريا الجنوبية عن تعيين السفير يونجيان يون ممثلًا جديدًا لها بالمملكة، خلفًا لتشونغ كيونغ، الذي أنهى فترة انتدابه بعد عامين ونصف. وقد عبّر السفير المغادر، في رسالة وداع نشرتها السفارة، عن امتنانه العميق لما لقيه من حفاوة وتقدير طيلة مقامه، معتبرًا أن تجربته في المغرب ستظل محفورة في ذاكرته لما حملته من قيم إنسانية وروابط صادقة.
وقال كيونغ، وهو يستعد للعودة إلى سيول لتولي منصب استراتيجي، إن اللقاءات التي جمعته بمختلف الفاعلين المغاربة، سواء في اللقاءات الرسمية أو في الفضاءات الاجتماعية، منحت لتجربته بُعدًا خاصًا يتجاوز الممارسة الدبلوماسية التقليدية. وأضاف أن الدروس التي استخلصها من هذه المرحلة سترافقه في مهامه القادمة، خاصة إيمانه بأن التواصل الإنساني الصادق يظل جسرًا فاعلًا لتقريب وجهات النظر حتى في أصعب الملفات.
وفي موازاة هذا الانتقال، أصدرت السفارة الكورية بالرباط ورقة استعرضت فيها أفق العلاقات الثنائية، وجددت من خلالها دعم بلادها للمساعي الأممية الرامية إلى إيجاد حل سياسي متوافق عليه لقضية الصحراء. وأكدت سيول ترحيبها بمقترح الحكم الذاتي الذي تقدمت به المملكة، معتبرة إياه مبادرة جدية وذات مصداقية، كما نصت على ذلك قرارات مجلس الأمن الأخيرة.
ويأتي هذا الموقف ليُعزز دينامية الشراكة التي شهدت في السنوات الأخيرة تطورًا لافتًا، سواء على مستوى المبادلات الاقتصادية أو المشاريع المشتركة. فقد أصبحت كوريا الجنوبية من الشركاء الآسيويين البارزين للمغرب، حيث استقرت شركات كبرى في قطاعات السيارات، والطاقات المتجددة، والإلكترونيات، مستفيدة من موقع المملكة كبوابة للقارة الإفريقية.
ويُشار إلى أن التعاون بين البلدين يشمل أيضًا مجالات أخرى، كالتعليم العالي، من خلال برامج التبادل الطلابي والمنح الجامعية، وكذا المجال الصحي، الذي عرف انفتاحًا على التجربة الكورية في مجالات البحث والتطوير. وتُعد زيارة الوفود الاقتصادية المتبادلة، وآخرها المنتدى الاستثماري الكوري المغربي، دليلًا على الإرادة المشتركة للارتقاء بهذا التعاون إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية.
وتتطلع العاصمتان، الرباط وسيول، إلى مواصلة البناء على هذه المكاسب، من خلال فتح آفاق جديدة للتعاون في مجالات الصناعات الخضراء والتكنولوجيا الذكية، بما يواكب التحولات العالمية، ويُعزز موقع البلدين كقاطرتين للتنمية في فضاءيهما الإقليميين.