منير نافيع / كابريس
افتتحت العاصمة الرباط، مساء الاثنين 25 نونبر، النسخة الثالثة من مهرجان “خيمة الثقافة الحسانية”، الذي ينظمه المنتدى الوطني للتراث الحساني تحت شعار: “النموذج التنموي الجديد في خدمة الثقافة الحسانية وعمقها الإفريقي”. المهرجان يأتي كجزء من الاحتفالات بذكرى المسيرة الخضراء، مؤكدا مكانة التراث الحساني في قلب الهوية المغربية، ومبرزا امتداده التاريخي والثقافي نحو إفريقيا.
اختارت اللجنة المنظمة دولة مالي كضيف شرف هذه الدورة، في خطوة تعزز أواصر الأخوة بين المغرب والقارة الإفريقية. وتهدف هذه الاستضافة إلى استكشاف الروابط الثقافية بين الصحاري المغربية والتراث المالي، في مشهد يعكس وحدة الجذور وتنوع التفاصيل.
في كلمتها الافتتاحية، أكدت خديجة لعبيد، رئيسة المنتدى الوطني للتراث الحساني، أن المهرجان يعد نافذة ثقافية كبرى تبرز الهوية الحسانية، مواكبة لرؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس ضمن النموذج التنموي الجديد. وشددت على أهمية تسويق هذا التراث فنيا واقتصاديا، مع ربط الثقافة بالتنمية المستدامة.
شهدت الأمسية الافتتاحية تكريم محمد الشيخ بيد الله، الوزير السابق ورئيس مجلس المستشارين الأسبق، تقديرا لإسهاماته البارزة في الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة. كما تخلل الحفل عروض شعرية وموسيقية أبدعها فنانون من المغرب ومالي، جسدت تمازج الإبداع بين الثقافة الحسانية والإفريقية.
يستمر المهرجان حتى 27 نونبر، متضمنا فعاليات غنية تعكس عمق التراث الحساني. أروقة للعرض، خيام تروي قصصًا عن أساليب العيش الصحراوي، وورشات للطبخ والأزياء التقليدية، كلها تنقل زوار الرباط إلى قلب الثقافة الحسانية.
كما يتضمن البرنامج ندوات فكرية وعروضا لأفلام وثائقية تسلط الضوء على الأبعاد التاريخية والحضارية للتراث الحساني، بجانب أمسيات شعرية وسهرات موسيقية تُبرز مزيج الأصالة والحداثة في الفنون المغربية والإفريقية.
لا يقتصر مهرجان خيمة الثقافة الحسانية على الاحتفاء بالماضي، بل يعد منصة حيوية تبرز قدرة التراث على المشاركة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. إنه رسالة للعالم بأن المغرب، بأقاليمه الجنوبية، يشكل نموذجا يحتضن التراث ويعانق المستقبل.