منير نافيع / كابريس
في مشهد كوميدي جديد يضاف إلى قائمة إخفاقاتها، نظّمت جبهة البوليساريو مهرجانا ثقافيا في مخيمات تندوف، حيث حاولت، بكل ما أوتيت من طاولات خيم وأهازيج، إقناع الحاضرين بأنها تمتلك “ثقافة صحراوية مستقلة”. الحدث، الذي رعاه النظام الجزائري، يبدو وكأنه فصل جديد من مسلسل طويل عنوانه “هدر الأموال العامة على الوهم.
بينما يصفق قادة البوليساريو في مهرجاناتهم الهزلية، يقف المواطن الجزائري في طوابير لا تنتهي للحصول على كيس حليب أو رغيف خبز. ربما كان من الأنسب أن تُخصص هذه الاحتفالات لتوزيع الحليب بدلا من الفلكلور المزعوم. لكن لا عجب، فالنظام الجزائري يبدو منشغلا أكثر بإبهار العالم بخيمته الثقافية الوهمية، بدلا من إطعام شعبه الجائع.

من يدقق في فقرات المهرجان يجد أنها عبارة عن “كوكتيل” من الأهازيج والمأكولات الشعبية التي يعرفها كل مغربي أصيل. ومع ذلك، يصر منظمو المهرجان على تقديمها وكأنها اكتشاف ثقافي جديد! فهل كانت اللوحات الفلكلورية لتمويه الحاضرين عن غياب أي إنجاز حقيقي، أم أنها مجرد خدعة لاستعراض عضلات فارغة.
مع انسحاب الدول من دعم البوليساريو، تحولت الدبلوماسية الجزائرية إلى مهرجانات أشبه بالاستعراضات المدرسية، مع حضور مدفوع الثمن لإعلاميين أجانب يلتقطون الصور وينشرونها على مواقع التواصل. لكن هل تحل القضايا الدولية بالصور، يبدو أن الجواب عند الكابرانات هو: “نعم، إذا كانت صورًا بفلاتر كافية”
بدلا من السعي لإيجاد حلول حقيقية لقضية الصحراء المغربية، تصر الجزائر على إنفاق الأموال على حفلات أشبه ببرنامج “المواهب الناشئة”. المشهد بات كوميديًا لدرجة أن الجماهير تساءلت: هل سيكون العرض القادم فرقة موسيقية تغني عن الطوابير.
بينما تضحك البوليساريو على نفسها وتصور مهرجاناتها على أنها إنجازات، يبقى الشعب الجزائري ضحية سياسة عبثية تفضل الاحتفال بالوهم على معالجة الواقع. فهل ستستفيق الجزائر يوما من حلم “الجمهورية الوهمية”، أم أنها ستواصل كتابة حلقات جديدة من هذا المسرح الهزلي؟.
