كشف حبوب الشرقاوي، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، عن اسم القيادي في “داعش” بمنطقة الساحل، الذي كلّف الخلية الإرهابية المفككة مؤخرا بالقيام بعملية في المغرب.
وأضاف المسؤول الأمني، ان المسمى عبد الرحمان الصحراوي، و هو من جنسية ليبية، أطلق على الخلية اسم “أسود الخلافة في المغرب الأقصى”.
وعرض المسؤول الأمني، خلال الندوة الصحفية، مقطع فيديو للقيادي في “داعش” بالساحل، عبد الرحمان الصحراوي، (ليبي)، يبارك ويحرض الخلية المفككة على العمليات الإرهابية.
ومما قاله القيادي في “داعش”، عبد الرحمان الصحراوي، في الفيديو: “نبارك من معاقلنا في قيادة الساحل لجندنا في المغرب الأقصى.. بما أظهروه من كفر بواح”.
و أوضح الشرقاوي، أن “عدد الموقوفين بلغ 12 مشتبها به، تتراوح أعمارهم بين 18 و40 سنة، ويتشاركون في معطى أساسي، هو المستوى الدراسي الضعيف”.

و كانت الأبحاث والتحريات التي باشرها المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، مكنت في وقت سابق و في إطار البحث الجاري على خلفية تفكيك خلية إرهابية مرتبطة بتنظيم “داعش” بمنطقة الساحل، من “رصد معلومات ميدانية معززة بمعطيات تقنية حول وجود منطقة جبلية، يشتبه في تسخيرها كقاعدة خلفية للدعم اللوجيستيكي بالأسلحة والذخيرة الموجهة لأعضاء هذه الخلية من أجل تنفيذ مخططاتها الإرهابية”.
وذكر بلاغ لقطب المديرية العامة للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني، أن “الخبرة التقنية وعملية تحديد المواقع عبر الأقمار الاصطناعية المنجزة باستخدام الإحداثيات والمعطيات الجغرافية المحجوزة في إطار البحث أسفرتا، عن تحديد المنطقة المشكوك فيها بإقليم الرشيدية، وتحديدا بالضفة الشرقية (لواد گير) بمنطقة (بودنيب) على الحدود الشرقية للمملكة”.
وأضاف المصدر ذاته، أن “المعاينات الميدانية وعمليات المسح الجغرافي أوضحت أن المنطقة المشكوك فيها توجد عند سفح مرتفع صخري، موسوم بوعورة المسالك غير المعبدة، وهو ما استدعى تسخير وانتداب معدات لوجيستيكية لتيسير الولوج إلى مكان التدخل بغرض القيام بإجراءات التفتيش الضرورية والأبحاث التمهيدية اللازمة”.
وأدت “عمليات التفتيش والتمشيط، التي استغرقت أكثر من ثلاث ساعات تقريبا، من العثور على شحنة من الأسلحة والذخيرة النارية مدفونة في مكان منزو أسفل المرتفع الصخري، كانت ملفوفة في أكياس بلاستيكية وجرائد ورقية منشورة بدولة مالي، من بينها أسبوعيات ورقية صادرة بتاريخ 27 يناير 2025”.

وأوضح أن “الأسلحة النارية المحجوزة، في إطار هذه العملية، تتمثل في سلاحي كلاشينكوف مع خزانين للذخيرة، وبندقيتين ناريتين، وعشرة مسدسات نارية فردية من مختلف الأنواع، وكمية كبيرة من الخراطيش والطلقات النارية من عيارات مختلفة”.
و تم “وضع مختلف الأسلحة والذخيرة المحجوزة في أختام للحجز، وجردها بشكل مفصل، من أجل إحالتها على المختبر الوطني للشرطة العلمية بغرض إخضاعها للخبرات الباليستيكية والتقنية اللازمة”.
وتشير التحريات المنجزة إلى غاية هذه المرحلة، حسب البلاغ ذاته، من البحث إلى أن “الأسلحة والمعدات المحجوزة تم توفيرها وإرسالها من طرف قيادي تنظيم (داعش) بمنطقة الساحل، المسؤول عن العلاقات الخارجية، وذلك عبر مسالك وقنوات تهريب غير شرعية”.
وبعد تأمين تهريب الأسلحة والذخيرة وضمان إخفائها بهذه القاعدة الخلفية للدعم اللوجيستيكي، يستطرد بلاغ الأمن، قام قيادي تنظيم (داعش) بإرسال إحداثيات المكان لفريق “المنسقين” ضمن الخلية الإرهابية التي تم تفكيكها مؤخرا، وذلك من أجل الانتقال لاستلامها والشروع في استخدامها في تنفيذ المشاريع الإرهابية.

و موازاة مع هذه العمليات الميدانية، اشار البلاغ انه لا تزال الأبحاث والتحريات التي يجريها المكتب المركزي للأبحاث القضائية متواصلة تحت إشراف النيابة العامة المختصة، للكشف عن جميع امتدادات هذه الخلية الإرهابية، ورصد ارتباطاتها الكاملة بالفرع الإفريقي لتنظيم “داعش” بمنطقة الساحل.