منير نافيع/كابريس
في يوم 9 مارس 2025، وتزامنا مع اليوم العالمي للمرأة، شهدت مدينة العيون احتفالية فريدة في دار الثقافة أم السعد، حيث أقيم حفل تكريمي مهيب تخليدا لذكرى الراحلة أمباركة علينا بوحلا، التي كانت تعرف بلقب “الزعيمة”. الحفل كان بمثابة احتفاء بمسيرتها الاستثنائية التي تركت بصمة واضحة في مجال العمل الاجتماعي والنضال من أجل حقوق المرأة.

وقد بدأ الافتتاح الرسمي للحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، مما أضفى على المناسبة طابعا روحانيا مهيبا، تلاه عزف النشيد الوطني الذي عبر عن تلاحم الحضور واعتزازهم بهويتهم المغربية، التي تعد المرأة جزءا أساسيا منها.
لم يكن الحفل مجرد تكريم عابر، بل كان فرصة لإحياء ذكرى مسيرة الراحلة أمباركة، التي كرست حياتها للدفاع عن حقوق النساء والعمل على تمكينهن في كافة المجالات. الحضور من الشخصيات الثقافية والاجتماعية أجمعت على ضرورة إبراز الدور الكبير الذي لعبته في نشر قيم العدل والمساواة، باعتبارها نموذجا رائدا في التضحية والعمل الاجتماعي.
أما الأنشطة الموازية للحفل، فقد تضمن عرض شريط وثائقي يعرض أهم محطات حياة المرحومة، كما أضاءت فقرة المديح النبوي جوانب روحية لهذه المناسبة التي تحتفي بمكانة المرأة في المجتمع. كما تفاعل الحضور بعروض شعرية وفنية تناولت الدور الحيوي الذي تلعبه المرأة في بناء المجتمع، مؤكدة على إسهاماتها الفعالة في تقدم الأمم.
تم تكريم نساء بارزات في مدينة العيون، اللواتي قدمن إسهامات كبيرة في العمل الاجتماعي، حيث تم توزيع شهادات تقديرية وهدايا رمزية على هؤلاء النسوة تقديرا لجهودهن في خدمة المجتمع.

هذه الاحتفالية تم تنظيمها بفضل التنسيق المشترك بين العديد من الجمعيات الفاعلة في المنطقة، مثل جمعية دار الكشاف الوطنية، جمعية أريج للتنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، جمعية الأنوار للأعمال الاجتماعية، جمعية النور للتوعية الصحية للمرأة والطفل والبيئة والتراث الثقافي الحساني، بالإضافة إلى جمعية النوايا الحسنة للتنمية الاجتماعية. هذه الجمعيات قدمت جهودا كبيرة لضمان نجاح هذا الحدث البارز.

وفي ختام الحفل، أعرب المشاركون عن أهمية تكريم النساء الرائدات في المجتمع، مؤكدين أن هذه المبادرات تساهم في زيادة الوعي المجتمعي بدور النساء القيادي في مختلف المجالات. كما دعوا إلى ضرورة الاستمرار في إبراز إنجازاتهن وتكريم مساهماتهن الفعالة في بناء مستقبل أفضل.
