منير نافيع/كابريس
أكد إبراهيم بلالي اسويح، عضو المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، أن اللقاء الأخير الذي جمع المبعوث الأممي إلى الصحراء، ستيفان دي ميستورا، بمسؤولين رفيعي المستوى في الإدارة الأمريكية، يشكل تطورا نوعيا في مسار هذا الملف، ويعكس بوضوح أهمية الجهود التي يبذلها دي ميستورا منذ تعيينه على رأس الوساطة الأممية.
وأوضح اسويح أن هذه الخطوة تُحسب للمبعوث الأممي، الذي أبان عن حنكة سياسية واضحة وقدرة على كسر الجمود الذي خيم على الملف لسنوات، وذلك من خلال انفتاحه على الفاعلين الأساسيين في المجتمع الدولي، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية. وأضاف أن هذا اللقاء يُعد مؤشرا صريحا على أن واشنطن تعيد تموضعها بشكل أكثر وضوحا ضمن مسار التسوية، من خلال إبداء اهتمام ملموس ومباشر بمساعي الأمم المتحدة لإيجاد حل دائم وعادل لقضية الصحراء المغربية.
وفي السياق ذاته، شدد اسويح على أن هذا التحرك لا يمكن فصله عن الدينامية التي أطلقها المغرب، سواء من خلال مبادرته للحكم الذاتي، التي حظيت بإشادة واسعة، أو من خلال تعزيز علاقاته الدولية وبناء شراكات استراتيجية مع قوى دولية مؤثرة، ما جعل الحل المغربي يحظى بوزن دبلوماسي متزايد.
وقال اسويح: “دي ميستورا أثبت أنه ليس مجرد مبعوث يؤدي مهمة روتينية، بل دبلوماسي متمرس يعرف من أين تؤكل الكتف. اختياره للقاء الإدارة الأمريكية في هذه المرحلة الحساسة هو تعبير عن وعيه بدور واشنطن المركزي في دعم أو تعطيل مسارات الحلول السياسية، وقدرته على تحريك المياه الراكدة بأسلوب هادئ وفعال.”
وأضاف أن الرهان اليوم هو على تكريس هذه الدينامية على أرض الواقع، من خلال مواقف دولية أكثر وضوحاً تدعم مساعي الأمم المتحدة، وتحفز الأطراف المعنية للانخراط الجدي في العملية السياسية، بعيدا عن المناورات أو الطروحات المتجاوزة.
وختم اسويح تصريحه بالتأكيد على أن المغرب، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس، ماضٍ في الدفاع عن وحدته الترابية، في انسجام تام مع قرارات الشرعية الدولية، وفي احترام للمسار الأممي، مؤكدا أن تحركات دي ميستورا الأخيرة تعد لبنة جديدة في بناء مسار سياسي واقعي وذي مصداقية، يؤسس لسلام دائم في المنطقة.