من الملاعب إلى المحاكم: سعيد الناصري يبحث عن براءته

kapress18 أبريل 2025آخر تحديث :
من الملاعب إلى المحاكم: سعيد الناصري يبحث عن براءته

إعداد: المصطفى العياش/كابريس

كان اسماً لامعاً في الساحة الرياضية والسياسية، لكن اليوم، يجد سعيد الناصري، الرئيس السابق لنادي الوداد الرياضي ورئيس مجلس عمالة الدار البيضاء سابقاً، نفسه وسط واحد من أكثر الملفات تعقيداً أمام القضاء، والمعروف إعلامياً بـ”إسكوبار الصحراء”.صباح الجمعة 18 أبريل 2025، حضر الناصري جلسة جديدة بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، وتحديداً أمام غرفة الجنايات الابتدائية المكلفة بجرائم الأموال. دخل القاعة مرتدياً سترة جلدية سوداء وحذاءً رياضياً، حاملاً بين يديه مجموعة من الوثائق التي وصفها بأنها “كفيلة بتبرئته وتفنيد عدد من المغالطات”.

رغم ملامحه المتوترة، بدا صوته ثابتاً وهو يجيب على الأسئلة بثقة، وكأنه يحاول أن يطوي الصفحة ويبعد عن نفسه كل الشبهات. عيناه كانتا تتنقلان بين القاضي، والمحامين، والصحافيين، وكأنه يسائل نفسه: “كيف وصلت إلى هذا المكان؟”

في معرض أقواله، استعرض الناصري تفاصيل أول لقاء له بما يُعرف بـ”الحاج المالي”، مشيراً إلى أن هذا اللقاء تم داخل شقة بالمعاريف تعود ملكيتها لعبد النبي بعيوي، الرئيس السابق لجهة الشرق.ومن بين الوقائع التي أشار إليها، هناك سفر كان مقرراً إلى مدينة زاكورة خلال عيد الأضحى لسنة 2013، قال إن الحاج المالي طلب مرافقته رفقة الفنانة لطيفة رأفت، فوافق، لكنه شدد على أن العلاقة بين الحاج والفنانة كانت سابقة لهذا الحدث، مستشهداً بتصريحات أحد الأشخاص يُدعى أسامة ب، والذي أفاد بأن الحاج المالي سبق له أن طلب تنظيم سهرة بفندق في الرباط، غير أن الفنانة رفضت وأصرت على إقامتها بمنزلها، مؤكداً أنه لم يكن حاضراً فيها.الناصري أوضح أيضاً أن لطيفة رأفت دعت الحاج المالي لاحقاً إلى عيد ميلادها، وأن لا علاقة له بهذه المبادرات، نافياً أن تكون لها أي دلالة على تورطه.وطالب أمام المحكمة بفتح تحقيق في بعض الوثائق التي وصفها بـ”المزورة”، من بينها واحدة تتعلق بربط فيلا بحي كاليفورنيا بعدادات الماء والكهرباء، وقال بالحرف: “هناك من يحاول الزج بي في هذا الملف، وجعلي جزءاً من سيناريو لا علاقة لي به.

“الرأي العام المغربي، في المقاهي، وعلى فيسبوك، وداخل مجموعات الواتساب، يتابع باهتمام هذا الملف، متسائلاً: ماذا يحدث؟ هل كان سعيد الناصري فعلاً ضمن هذه الشبكة؟ أم أنه صادف مساراً لم يكن مساره، ووجد نفسه متورطاً في قضية لا تخصه؟هناك من يقول: “كم من حاجة قضيناها بتركها”، لكن الأقدار أحياناً تُجبر الإنسان على خوض ما لا طاقة له به…مصادر مطلعة على الملف تشير إلى أن الجلسات المقبلة قد تحمل مفاجآت مدوية.المفارقة لافتة: سعيد الناصري، الذي كان إلى عهد قريب يتصدر العناوين كمُسيّر ناجح تُصفق له الجماهير في مركب محمد الخامس، والذي كان يفاوض على ميزانيات داخل مجلس المدينة، أصبح اليوم في قفص الاتهام، يدافع عن نفسه بالوثائق والتصريحات، في انتظار كلمة الفصل من القضاء.وبين ما يردده المتهمون وما هو موثق في المحاضر، يبقى السؤال معلقاً:هل فعلاً سعيد الناصري بريء؟ أم أن فصول هذه القضية لم تُكشف كاملة بعد؟الجواب لدى القضاء، لكن التغطية الإعلامية مستمرة، لأن هذه القضية ليست عادية…إنها قضية يتداخل فيها المال، الفن، السياسة، كرة القدم، وأسماء كانت حتى الأمس القريب في مواقع القرار، وها هي اليوم تواجه المحاسبة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة