إلى جميع الفاعلين في المجال الرياضي والجماهير الرياضية،
من خلال هذا النداء، نوجه في “كابريس” صوتنا إلى جميع الأطراف المعنية في الرياضة الوطنية، متوجهين إليكم بكل مسؤولية وعزم، في ضوء تزايد مظاهر العنف الكروي التي أضحت تهدد صورة الرياضة في بلادنا. فقد شهدت شوارع الدار البيضاء، السبت الماضي، مناوشات بين جماهير الوداد الرياضي والجيش الملكي، وهو ما يعكس حجم التحديات التي نواجهها في الحفاظ على روح الرياضة الحقيقية والتنافس الشريف. هذه التصرفات لا تؤثر فقط على صورة الملاعب، بل تمتد لتشكل تهديدًا لسمعة البلاد على الصعيدين القاري والعالمي.
إن العنف الكروي الذي نشهده اليوم يتطلب منا جميعًا تكاتف الجهود والالتزام بتغيير حقيقي في سلوكيات المشجعين واللاعبين والإعلاميين على حد سواء. من هنا، ندعو جميع المعنيين للعمل معًا لمواجهة هذه الظاهرة التي تسيء إلى روح الرياضة في بلادنا. نحن بحاجة إلى حوار صريح، وميثاق أخلاقي، ووعي جماهيري عميق يمكن أن يقودنا نحو بيئة رياضية صحية وآمنة.
نقترح مجموعة من الإجراءات التي يجب أن نتبناها سويًا:
تنظيم جلسات حوارية بين جماهير الأندية: هذه اللقاءات ستساهم في تعزيز التفاهم بين المشجعين، وتقريب وجهات النظر، وخلق مساحة للتبادل والتفاهم بعيدًا عن العنف.
إطلاق ميثاق أخلاقي يُلزم الجميع، من مشجعين ولاعبين ومسؤولين، بتبني سلوكيات رياضية حضارية، والابتعاد عن كل ما يضر بصورة الرياضة.
دور الإعلام في التوعية: يجب أن نستخدم الإعلام لنشر ثقافة التسامح والاحترام، والعمل على تغيير الصورة السلبية التي يتم تشكيلها حول الرياضة الوطنية.
تعزيز الرقابة الأمنية داخل الملاعب: العمل على ضمان بيئة آمنة لجميع المتفرجين واللاعبين، مع تشديد المراقبة في المباريات الكبرى والصغرى على حد سواء.
التعاون بين الأندية والجمعيات الرياضية: من المهم أن تعمل الأندية جنبًا إلى جنب مع الجمعيات الرياضية والمجتمعية لتوجيه الجماهير، وتعزيز ثقافة التنافس الشريف، والعمل على خلق بيئة تشجع على الاحترام المتبادل.
إن المسؤولية لا تقع على عاتق طرف واحد فقط، بل يجب أن يكون هذا التغيير نابعًا من الجميع: مشجعين، أندية، مسؤولين، إعلاميين، وجميع أفراد المجتمع الرياضي. لذلك، نطلق هذا النداء من “كابريس” لتوحيد الجهود من أجل مستقبل رياضي أفضل، خالٍ من العنف والتوترات، ويعكس القيم النبيلة للرياضة ويعزز صورة بلادنا في جميع المحافل الدولية.
نحن على يقين أن هذه الخطوات يمكن أن تكون بداية لتغيير حقيقي، وإذا اتحدنا جميعًا، سنحقق بيئة رياضية حاضنة للشباب، مبدعة، وآمنة.
خالد بدري ــ المصطفى العياش/كابريس