فاس تحت الصدمة بعد ارتفاع حصيلة ضحايا انهيار عمارة بن دباب إلى تسعة وفيات

kapress9 مايو 2025آخر تحديث :
فاس تحت الصدمة بعد ارتفاع حصيلة ضحايا انهيار عمارة بن دباب إلى تسعة وفيات

الفاجعة تعيد إلى الواجهة ملف البنايات المهددة بالسقوط بالمدينة العلمية

فاس/ “كابريس”

في تطور مأساوي لفاجعة انهيار المبنى السكني بحي الحسني (بن دباب) بمدينة فاس، ارتفعت حصيلة الضحايا إلى تسعة قتلى، وفق ما أفادت به مصادر صحية رسمية، فيما يواصل سبعة مصابين آخرين معركتهم مع الإصابات متفاوتة الخطورة تحت الرعاية الطبية.

ووفقًا للمعطيات المحينة، فقد سجلت ثماني وفيات بمستشفى الغساني، بينما لفظ الضحية التاسع أنفاسه الأخيرة بمستشفى ابن الخطيب، رغم الجهود المكثفة للأطقم الطبية لإنقاذ حياته. وتضم لائحة الجرحى ثلاثة أطفال وأربعة بالغين، تتراوح حالاتهم الصحية بين المستقرة والحرجة، في انتظار ما ستسفر عنه الساعات القادمة.

منذ الساعات الأولى للفاجعة، تواصل فرق الوقاية المدنية عمليات البحث تحت الأنقاض، وسط ترقب ثقيل لاحتمال العثور على مفقودين آخرين. كما تسهر السلطات المحلية والأمنية على تأمين موقع الحادث ومنع الاقتراب منه، موازاة مع مباشرة التحقيقات الأولية لتحديد الأسباب التي كانت وراء هذا الانهيار الكارثي.

وقد عمّ الحزن والصدمة ساكنة الحي والأحياء المجاورة، وسط مطالب شعبية متزايدة بضرورة تسريع التحقيقات، وتحديد المسؤوليات، خاصة في ظل تكرار حوادث مماثلة في أحياء تعاني من هشاشة بنيوية واضحة، وبنايات أضحت قنابل موقوتة تهدد أرواح قاطنيها.

وتعيد هذه الفاجعة إلى الواجهة ملف البنايات الآيلة للسقوط بمدينة فاس، والذي سبق أن دق بشأنه ناقوس الخطر عدد من التقارير الرسمية والمجتمع المدني. فقد كشفت معطيات سابقة عن وجود مئات المباني المهددة بالانهيار، خاصة في الأحياء الشعبية العتيقة كفاس الجديد، والمدينة القديمة، وبن دباب، وبنسودة. كما أشارت نفس التقارير إلى أن عدداً من هذه البنايات ظلت خارج نطاق برامج التأهيل وإعادة الإيواء، مما يفاقم من مخاطر الانهيارات المفاجئة.

ورغم الجهود التي بُذلت في السنوات الأخيرة من خلال برامج تأهيل المدينة العتيقة، التي استفادت من رعاية خاصة، وخصصت لها ميزانيات هامة لإعادة ترميم المآثر ودعم البنيات، إلا أن أحياء شعبية أخرى كحي الحسني وبن دباب لم تَطَلها يد الإصلاح، وظلت على هامش مخططات التأهيل. وهو ما جعل العديد من المتابعين يحذرون من أن خطر الانهيارات لا يهدد فقط النسيج التاريخي، بل يمتد إلى الأحياء الهامشية التي شُيدت في فترات سابقة خارج الضوابط التقنية، وتعاني اليوم من تآكل البنية وغياب المراقبة المنتظمة.

ويؤكد فاعلون محليون أن فاس، بحكم بنيتها العمرانية المتقادمة، تحتاج إلى خطة استباقية شاملة، تشمل المراقبة الصارمة، والتدخل العاجل، وبرامج إعادة الإيواء، لتجنيب المدينة تكرار مثل هذه الكوارث التي تخلف مآسي إنسانية، وتزيد من جراح الساكنة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة