برئاسة تادلاوي وإدارة زريزر… مهرجان الشلالات الربيعي ينطلق بطموح وطني وحضور جماهيري قياسي

kapress9 مايو 2025آخر تحديث :
برئاسة تادلاوي وإدارة زريزر… مهرجان الشلالات الربيعي ينطلق بطموح وطني وحضور جماهيري قياسي

بقلم: المصطفى العياش ــ متابعة: كلثوم العياش

الشلالات (الخميس 8 ماي 2025)

في قلب الشلالات، حيث يلتقي عبق التراث بنبض الحاضر، انطلقت أولى طبعات مهرجان الشلالات الربيعي، لترسم بداية واعدة لموعد ثقافي جديد يحمل في طياته روح التحدي وطموح التحليق نحو إشعاع أوسع.
منذ الساعات الأولى لصباح الأربعاء 7 ماي، تحولت فضاءات دوار أولاد سيدي علي إلى قبلة لعشاق الفروسية الشعبية، وملتقى للساكنة المحلية والزوار الذين حجّوا بأعداد قياسية ليشهدوا ميلاد هذا العرس الثقافي الفتي، الذي أراد له منظموه أن يكون بوابة نحو تثبيت موقع الشلالات في خريطة المهرجانات الوطنية الكبرى.
وجريدة “كابريس”، الحاضرة من عين المكان، واكبت تفاصيل الانطلاقة، لتنقل لقرّائها نبض هذا الحدث في أول أيامه.

أرقام قياسية في أول نسخة: 45 ألف زائر و900 حصان

المهرجان، الذي تنظمه جمعية بلادي برئاسة سعيد تادلاوي، بشراكة مع جماعة المجاطية أولاد طالب التي يرأسها البرلماني أمين شفيق، استقبل في يومه الافتتاحي ما يفوق 45 ألف زائر، في رقم غير مسبوق بالنسبة لنسخة أولى، ما يعكس تعطش الساكنة المحلية وزوار الجوار لمثل هذه التظاهرات الثقافية.
كما شهد مشاركة 33 سربة من فرسان التبوريدة، قدمت من مختلف أرجاء عمالة المحمدية وعمالة إقليم مديونة، بجموع بلغت نحو 900 حصان، مما أضفى على العروض طابعًا استثنائيًا من حيث الحجم والقوة، ليحمل الحدث لقب أكبر تجمع للفروسية الشعبية بالمنطقة لهذا الموسم.

التبوريدة: تراث أصيل يحتفى به من الشلالات

ويُعد فن التبوريدة، أو ما يُعرف بـ”الفروسية التقليدية”، من أبرز مظاهر التراث الثقافي اللامادي، الذي يجسد قيم الشجاعة والانتماء والتقاليد المغربية الأصيلة.
ويعود تاريخ هذا الفن إلى قرون خلت، حين كان يشكل محاكاة رمزية للمعارك الحربية لدى القبائل، قبل أن يتطور إلى تظاهرة احتفالية تخلّد هذه القيم العريقة.
وتُقدم عروض التبوريدة من طرف “السربات”، وهي فرق من الفرسان المدربين، يركبون الخيل في انسجام ويطلقون البارود في لحظة موحدة، في مشهد يخطف الأنفاس، مما جعل منظمة اليونسكو تدرجه ضمن قائمة التراث الثقافي اللامادي للبشرية سنة 2021.
من هنا جاء رهان منظمي مهرجان الشلالات الربيعي على جعل الفروسية محور الاحتفال، في خطوة تسعى لتثمين هذا التراث وصيانته للأجيال المقبلة.

إشراف ميداني دقيق سبق الانطلاقة

وكانت التحضيرات لهذا المهرجان قد انطلقت قبل أسابيع، حين حلت لجنة مختلطة زوال يوم الأربعاء 23 أبريل، حوالي الساعة الثانية عشرة، بدوار أولاد سيدي علي واركو، على مستوى العقار المعروف بـ”أرض كوشط”، وذلك في النفوذ الترابي لجماعة الشلالات بعمالة المحمدية.
اللجنة، التي ضمت منير الليتي، رئيس قسم الشؤون الداخلية بعمالة المحمدية، وباشا باشوية الشلالات، وقائد الملحقة الإدارية الثالثة، وسعيد تادلاوي، البرلماني عن دائرة المحمدية، ورئيس المركز الترابي للدرك الملكي بالشلالات، جاءت لمعاينة المكان واتخاذ الترتيبات الأولية لاحتضان النسخة الأولى من هذا المهرجان الربيعي الكبير، بتعليمات مباشرة من عامل عمالة المحمدية، هشام العلوي المدغري، الذي تفاعل إيجابياً مع طلب جمعية بلادي، الجهة المنظمة.

تصريح مدير المهرجان: طموح التوسّع وترسيخ المهرجان في ذاكرة الشلالات

وفي تصريح خاص لجريدة “كابريس”، عبّر مدير المهرجان محمد زريزر عن سعادته بنجاح هذا الرهان الأول، مؤكدًا أن الجمعية خططت لتنظيم النسخة الأولى ليكون الافتتاح إيذانًا بانطلاقة ذات رمزية كبيرة.
وأضاف زريزر قائلاً: “كنا نراهن على نجاح الدورة، لكن ما شهدناه من حضور جماهيري ومن تفاعل الساكنة فاق التوقعات، مما يشجعنا على التفكير في توسيع المهرجان ليشمل مستقبلاً أبعادًا وطنية أكبر.”

إشادة بالدعم الميداني وتقدير خاص للرئيس التادلاوي

وخص زريزر بالشكر السلطات المحلية التي سهرت على تأمين المهرجان، مشيدًا بعامل عمالة المحمدية وعامل إقليم مديونة لما أبدوه من تعاون كبير. كما نوه بدور عناصر الدرك الملكي، والقوات المساعدة، ورجال الوقاية المدنية، الذين أسهموا بجهودهم في ضمان الأجواء الآمنة طيلة الفعاليات.
ولم يفته أن يثمن المجهودات التي بذلها رئيس جمعية بلادي، سعيد تادلاوي، مشيرًا إلى أن الأخير لم يدخر جهدًا، سواء عبر الدعم اللوجستيكي أو المالي، حيث تحمل تكاليف المهرجان من ماله الخاص، في التفاتة تجسد التزامه بدعم العمل الثقافي بالمنطقة، بصفته رئيسًا لجماعة المجاطية وبرلمانيًا عن حزب الاستقلال.

الآفاق المستقبلية: من محلي إلى وطني

وعن آفاق المهرجان، كشف مديره عن تطلع الجمعية إلى أن تتحول النسخ القادمة من حدث جهوي إلى موعد وطني راسخ، يسهم في تعزيز موقع الشلالات كوجهة ثقافية وتراثية بامتياز.
كما توقع أن تشهد الدورة الحالية ارتفاعًا في عدد الزوار مع اقتراب عطلة نهاية الأسبوع، خاصة أن سكان الدار البيضاء والمناطق المجاورة سيستفيدون بدورهم من العطلة، ما يعزز الإقبال الجماهيري المنتظر.

كابريس تواصل مواكبة المهرجان

ومع النجاح الذي حققته الانطلاقة، تواصل “كابريس” مرافقة هذا الحدث خطوة خطوة، في انتظار أن تتجدد النسخ المقبلة بطموحات أكبر، وأن يصير مهرجان الشلالات الربيعي موعدًا سنويًا راسخًا في ذاكرة المهرجانات الوطنية، بعون الله وبهمة القائمين عليه.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة