الحموشي يُرسّخ فلسفة الأمن المواطن: 69 سنة من التحديث والجاهزية في خدمة الوطن

kapress17 مايو 2025آخر تحديث :
الحموشي يُرسّخ فلسفة الأمن المواطن: 69 سنة من التحديث والجاهزية في خدمة الوطن

إعداد: المصطفى العياش ــ خالد بدري

تغطية خاصة للذكرى التاسعة والستين لتأسيس الأمن الوطني
بتوقيع جريدة “كابريس” التي اختارت أن تواكب الحدث بعمق، وتحتفي بالمؤسسة الأمنية بما تستحقه من تقدير واحترام، في لحظة وطنية تستدعي من الإعلام الوطني أن يسمو برسالته إلى مستوى اللحظة.

بإحياء الذكرى التاسعة والستين لتأسيسها، لا تكتفي أسرة الأمن الوطني باستحضار أمجادها ومسارها التاريخي، بل تؤكد من جديد التزامها الثابت بخدمة الوطن والمواطن، من خلال استراتيجية أمنية متكاملة، تؤمن بمفهوم “الإنتاج المشترك للأمن”، وتعكس نضج المؤسسة الأمنية المغربية وانخراطها العميق في أوراش التحديث والتحول الرقمي والحكامة الأمنية الرشيدة.

فمنذ 16 ماي 1956، ظل جهاز الأمن الوطني في صلب معركة التحديث، معتمدًا على العمل الاستباقي لمحاربة الجريمة، وتطوير البنيات التحتية والتقنية، وتوسيع نطاق الحضور الميداني الفعّال. وقد عرفت السنوات الأخيرة دينامية غير مسبوقة على مستويات متعددة، منها تعميم البطاقة الوطنية للتعريف الإلكترونية عبر 80 وحدة متنقلة، استفاد من خدماتها أزيد من 130 ألف مواطن ومواطنة بالمناطق النائية، وتدشين 19 بنية أمنية جديدة لمواكبة التحولات المجالية الحضرية.

في السياق ذاته، تم إطلاق بوابة “E-Police” الرقمية، كمحطة محورية في التحول الإداري التفاعلي، تتيح خدمات شرطية مؤمنة وسريعة، تراعي حماية المعطيات الشخصية والتحقق من الهوية عن بعد، مما يؤشر على انخراط حقيقي في فلسفة الإدارة الإلكترونية المواطِنة.

وعلى مستوى تطوير الموارد البشرية، نلاحظ حضورًا متزايدًا وفاعلًا للعنصر النسوي داخل المؤسسة، وتوسيع نطاق التكوين الأمني من خلال دعم الشرطة التقنية والعلمية، بما يضمن تعزيز فعالية الأبحاث الجنائية ورفع درجة الاحتراف.

وفي سياق مكافحة الجريمة، واصلت المؤسسة الأمنية تنزيل مضامين استراتيجيتها الممتدة إلى 2026، بتقوية مختبرات التحليل الجنائي، وتدعيم فرق مكافحة العصابات (26 فرقة مجهزة بالوسائل اللوجستية الحديثة، منها 104 سيارات، 720 دراجة، 60 كلبا بوليسيا…)، فضلا عن تعزيز الترسانة التقنية بأسلحة بديلة كـ”الصاعق الكهربائي TASER-7″.

كما سجلت سنة 2024 حدثًا بارزًا بإطلاق المنصة التفاعلية “إبلاغ”، الموجهة لمكافحة الجريمة السيبرانية والوقاية من التهديدات الإرهابية عبر الأنترنت، في انسجام مع الشراكات المؤسساتية التي تضع حقوق الإنسان في صلب المنظومة الجنائية الحديثة.

وقد رصدت جريدة “كابريس”، ضمن تغطيتها الخاصة لهذه الذكرى الوطنية، انخراط المصالح الأمنية بمختلف ولايات الأمن الجهوي في تنظيم استعراضات رمزية ولقاءات مفتوحة مع المواطنين والتلاميذ، في مبادرات تكرّس المفهوم الجديد للسلطة وتُقرّب المواطن من ثقافة الأمن بمقاربة تواصلية وتربوية.

استعدادًا لكأس إفريقيا 2025، تم تحويل الخلايا الأمنية في المدن الكبرى إلى “فرق ولائية للأمن الرياضي”، وتأسيس مصلحة ولائية جديدة بالدار البيضاء، مع تعزيز تجهيزاتها البشرية والتقنية لتأمين الأحداث الرياضية وفق المعايير الدولية.

أما دوليًا، فقد توج الحضور المغربي داخل المحافل الأمنية العالمية بانتخاب ممثل المديرية العامة للأمن الوطني نائبًا لرئيس منظمة الأنتربول عن قارة إفريقيا، في الدورة 92 التي انعقدت بغلاسكو، وهو اعتراف دولي بكفاءة المنظومة الأمنية المغربية.

وفي بُعد إنساني واجتماعي عميق، برز دور مؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية لموظفي الأمن الوطني، عبر تقديم مساعدات مادية وصحية لـ1610 مستفيدين، ودعم خاص لـ4351 أرملة و601 متقاعد خلال المناسبات الدينية، ما يعزز منسوب الانتماء ويكرس بعد الرعاية داخل المؤسسة.

كما عاينت جريدة “كابريس” د، أن المديرية العامة للأمن الوطني حريصة على مواكبة تحولات المجتمع ومطالب المواطنين، مما جعلها تحظى بنسبة ثقة عالية في استطلاعات الرأي، خصوصًا في ما يتعلّق بسرعة التدخل، وتحسين ظروف الاستقبال، وتبسيط المساطر الإدارية.

وهكذا، تكون الذكرى 69 أكثر من مجرد تخليد، بل مناسبة لتأكيد أن الأمن الوطني أصبح اليوم مؤسسة حيوية تُجيد الإنصات والتحول، وتُجسد فلسفة أمنية جديدة، تجعل من خدمة المواطن هدفًا أسمى، ومن الشراكة المجتمعية أساسًا لمقاربة أمنية فعالة وعصرية.

وفي ختام هذه التغطية الخاصة، تتوجه جريدة “كابريس” بتحية تقدير واعتزاز إلى كافة نساء ورجال الأمن الوطني، بقيادة المدير العام للأمن الوطني السيد عبد اللطيف الحموشي، عرفانًا بما يبذلونه من تضحيات يومية، وتجند دائم لحماية أمن الوطن وضمان سلامة المواطن.
هي تحية أمنية خالصة، تليق برجال الميدان، وتترجم احترامنا لمؤسسة وطنية أثبتت في كل المحطات جاهزيتها واحترافيتها العالية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة