مول الماستر من هوارة إلى البيضاء.. شبكة فساد تسرق أحلام الطلبة”

kapress19 مايو 2025آخر تحديث :
مول الماستر من هوارة إلى البيضاء.. شبكة فساد تسرق أحلام الطلبة”

بقلم: منيرنافيع/كابريس

في الوقت الذي كانت فيه الجامعة المغربية تكافح لتستعيد هيبتها، وتشدد الخناق على سماسرة الشهادات، كان شخص واحد – يلقب اليوم بـ”مول الماستر” – يبني مجده الشخصي على أنقاض المصداقية العلمية، دون أن يرف له جفن، أو يسائله ضمير.

قصة هذا الشخص ليست من نسج الخيال، ولا من مؤلفات الجريمة الرمادية. إنها وقائع موثقة ومعطيات دقيقة تشير إلى ثروة مشبوهة وممتلكات تقدر بالملايين، راكمها الرجل في فترة زمنية قصيرة، من خلال ما يشتبه أنه كان شبكة وساطة لتسهيل الحصول على شهادات عليا – خصوصا الماستر والدكتوراه – مقابل مبالغ مالية، وتدخلات غامضة تحركها علاقات فوقية.

إمبراطورية من الإسمنت والوساطة
تكشف المعطيات المتوفرة أن المعني بالأمر يمتلك عمارة ضخمة من عدة طوابق في منطقة ليساسفة بطريق الجديدة، تضم في طابقها الأرضي مقهى راقية، بينما يخصص الطابق تحت الأرضي لمكتب سري كان يستعمل لعقد صفقات السمسرة وتدبير “قضاء الأغراض” للباحثين عن الشهادات السريعة، من مختلف مناطق المغرب.

ولا تقف حدود ممتلكاته عند الدار البيضاء، إذ تشير المصادر إلى امتلاكه فيلا فخمة بمدينة أكادير، وعددا من الشقق، إلى جانب مزرعة في ضواحي هوارة، كلها مسجلة قبل سنة 2019، ما يطرح سؤالا مشروعا: كم أصبحت ثروته اليوم بعد مرور ست سنوات من الصمت والتغاضي؟

من يحمي “مول الماستر”؟
السؤال الذي لا يزال يتردد في الشارع، على لسان الأساتذة والطلبة وحتى الإداريين، هو: من كان يوفر الحصانة لهذا الشخص؟ ولماذا تأخرت التحقيقات؟
فالقضية لم تعد شأنا داخليا، بل تحولت إلى اختبار حقيقي للدولة في محاربة الفساد داخل المنظومة التعليمية، وإعادة الاعتبار للجامعة التي تحولت، في بعض الحالات، إلى “بورصة شهادات” لمن يدفع أكثر.

الفساد لا يمارس منفردا
من السذاجة الاعتقاد أن “مول الماستر” اشتغل لوحده. فمثل هذه الشبكات لا تزدهر إلا بوجود حلف خفي من المتواطئين: مسؤولون جامعيون، موظفون إداريون، وبعض المنسقين الذين أغرتهم الفتات مقابل أن يغلقوا أعينهم، أو يمرروا أسماء على حساب الكفاءة والاستحقاق.

إننا أمام منظومة تحتاج إلى تطهير شامل، ومراجعة صارمة، تبدأ من فتح تحقيقات جدية، مرورا بكشف جميع المستفيدين من هذه “الشواهد المدفوعة”، وصولا إلى ترتيب المسؤوليات ومحاسبة كل من خان قسم التعليم.

المغاربة يطالبون بالحقيقة… لا أكثر
ما يريده المغاربة اليوم لا يتعدى كشف الحقيقة كاملة، ومحاسبة المتورطين، واستعادة كرامة الجامعة التي لم تعد تتحمل مزيدا من الطعنات.
الصمت اليوم يعني أن من يشتري الماستر قد يصبح غدا أستاذا، وموجها، وربما صانع قرار… وهي كارثة لا تغتفر.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة