بقلم: منير نافيع – كابريس
في زمن تتقاطع فيه الرياضة بالإعلام الرقمي، لم تعد منصات التواصل مجرد فضاء لتبادل الأخبار، بل تحولت إلى جبهات متقدمة لحروب نفسية ناعمة، تستهدف صورة الشعوب وطموحاتها، وتضرب في العمق نجاحاتها. هذا بالضبط ما يتعرض له المغرب مؤخرا، وبشكل خاص على مستوى كرة القدم، التي أصبحت عنوانا بارزا لتألق المملكة قاريا وعالميا.
والمقلق اليوم أن عددا من الصفحات والمواقع الإلكترونية، خصوصا تلك التي يعتقد أنها تدور في فلك إعلامي لدول مثل الجزائر، تونس، ومصر، باتت تنشر بشكل متعمد أخبارا مشبوهة ومسيئة، تتعلق بكرة القدم المغربية. آخر فصول هذا الاستهداف، إشاعة خبر “إقالة المدرب وليد الركراكي”، الذي تم تداوله على نطاق واسع دون أي مصدر رسمي، في محاولة يائسة لخلق بلبلة وتشتيت تركيز الشارع الرياضي المغربي.
الغريب أن هذه الإشاعة لم تصدر فقط عن منصات خارجية، بل وجدت طريقها أيضاً إلى بعض المواقع الإعلامية الوطنية، التي ساهمت من حيث تدري أو لا تدري، في تغذية هذا الجو العدائي، عبر عناوين مثيرة تبحث عن نسب المشاهدة، دون مراعاة التبعات النفسية والاجتماعية لما تنشره.
وها هنا نتوجه بالسؤال الصريح:
ما الجدوى من نشر خبر غير مؤكد في ظل صمت الجامعة؟ وهل هدف الإعلام الرياضي المغربي هو تأجيج الجمهور أم الدفاع عن مكتسباته الرياضية؟
لا أحد ينكر أن المنتخب المغربي أصبح قوة ضاربة قاريا وعالمياً، بفضل رؤية تقنية طموحة ودعم ملكي واضح، وإدارة احترافية يقودها فوزي لقجع، الذي جعل من الرياضة أداة دبلوماسية فاعلة في خدمة صورة المغرب. هذا النجاح لا يروق لبعض الأطراف، التي تحرك جيوشا رقمية لمحاولة التشويش، عبر الأخبار الكاذبة والتعليقات الاستفزازية، بهدف إغراق الجمهور المغربي في دوامة الردود والانفعالات.
هنا نوجه رسالة معاتبة، ولكنها محبة، إلى جمهورنا المغربي:
كفانا من الردود الانفعالية والتراشق المجاني. لا تسقطوا في فخ الاستفزاز، فنجاحكم هو الذي يحرق أعداءكم. وعيكم هو الدرع الحقيقي ضد كل حملات التشويه والتشويش.
المغرب لا يحتاج إلى أن يبرر إنجازاته، بل إلى أن يصونها ويواصل البناء عليها. والرد لا يكون في “التعليقات”، بل في الملاعب، وفي نتائج تسكت كل الأصوات الحاقدة.
فلنترك الإشاعات لأصحابها، ولنشتغل على الحقيقة، فالوطن أكبر من تغريدة، والمنتخب ليس ملكا لأحد بل هو رمز لجميع المغاربة.
