بقلم: المصطفى العياش – سكرتير تحرير جريدة “كابريس”
تتموقع جماعة سيدي موسى بنعلي، شمال مدينة الدار البيضاء، كمجال ترابي يشهد تحولات عمرانية لافتة، دون أن يفقد هويته الاجتماعية والثقافية الأصيلة. هذه المنطقة، التي ظلت لسنوات في هوامش الاهتمام، باتت اليوم رقماً أساسياً في معادلة التنمية بفضل موقعها الجغرافي الفريد، الذي يجعل منها ممراً رئيسياً نحو ملعب الحسن الثاني ببنسليمان، أحد الملاعب المحورية في استعدادات المغرب لاحتضان كأس العالم 2030.
وفي ظل هذه الدينامية الجديدة، أصبح الرهان على تمثيلية سياسية قوية في البرلمان ضرورة ملحّة. فالنهوض بسيدي موسى بنعلي لا يمكن أن يتم فقط عبر المجهودات المحلية، بل يحتاج إلى برلماني يمتلك رؤية تنموية، وجرأة سياسية، وقدرة على الترافع داخل قبة البرلمان من أجل انتزاع المشاريع التي تستحقها المنطقة.
الموقع الاستراتيجي للجماعة، الذي يُرتقب أن يشهد مرور الوفود الرياضية، اللاعبين، والإداريين في اتجاه ملعب بنسليمان، يضع على عاتق البرلماني المقبل مسؤولية الضغط لتسريع مشاريع الربط الطرقي، وتحديث البنيات التحتية، وتوفير الخدمات الأساسية بشكل يليق بصورة المغرب المستعد لتنظيم مونديال استثنائي.
وقد ساهم الرئيس الحالي للجماعة، عبد العظيم شكير، منذ توليه المسؤولية في شتنبر 2021، في تفعيل عدد من المشاريع التنموية، من أبرزها تأهيل الطرق داخل الدواوير، وتوسيع شبكة الإنارة العمومية، وإنشاء ملاعب القرب، ومباشرة خطوات أولية نحو تحسين خدمات النقل العمومي. غير أن طموحات الساكنة باتت تتجاوز سقف الإمكانيات الجماعية، وهو ما يُبرز الحاجة إلى دعم مؤسساتي ونيابي قوي.
البرلماني المرتقب مطالب بإرساء آليات للتنسيق بين الجماعة ومجموعة من الشركاء المؤسساتيين، من أجل استقطاب مشاريع كبرى تليق بموقع سيدي موسى بنعلي كبوابة لوجستيكية نحو الداخل المغربي، وكرافعة تنموية حقيقية يمكن أن تتحول إلى قطب حضري ناشئ بمحيط الدار البيضاء.
ومن موقع التتبع الإعلامي اليومي، ومن قلب الحي الذي أنتمي إليه كواحد من أبناء المنطقة، أجدني – بحكم القرب أكثر من أي توصيف آخر – أُعايش تفاصيل هذا التحول الميداني بكل نبضه وتحدياته. إنها ليست مجرد مادة صحفية تُحرر على مكتب التحرير، بل هي امتداد لتجربة عيش، وذاكرة، ومسؤولية معنوية تُلزمنا بتسليط الضوء على ما تحقق، وما ينبغي أن يتحقق.
سيدي موسى بنعلي اليوم، ليست فقط منطقة عريقة، بل فضاء يتأهب ليكون فاعلاً في المستقبل التنموي للمملكة.