عن فريق “كابريس”
في زمن تتعدد فيه التحديات التي تواجه قطاع الصحة العمومية، تبرز تجارب محلية تستحق التنويه والتقدير، وفي مقدمتها المستشفى الإقليمي “المختار السوسي” بتارودانت، الذي يُشكّل نموذجًا استثنائيًا لما يمكن أن تحققه الإدارة الصحية حين تُمارس بروح المسؤولية والانضباط المهني والبعد الإنساني.

وعلى الرغم من شساعة الإقليم (89 جماعة)، والكثافة السكانية الكبيرة التي يعرفها (907,834 نسمة)، وما يرافقها من ضغط يومي على المصالح الطبية، فإن المشاهدات الميدانية التي وقف عليها السيد أيوب أزيكو، مدير جريدة “كابريس”، خلال الفترة التي خضعت فيها والدته للعلاج بالمستشفى، كشفت عن مستوى عالٍ من التنظيم والانضباط والتجاوب داخل هذه المؤسسة الاستشفائية.

فمنذ الاستقبال الأولي، مرورا بعملية الفحص والتوجيه، وصولا إلى الرعاية الطبية الدقيقة، بدا واضحًا أن هناك انسجامًا كبيرًا بين مختلف مكونات الفريق الطبي والإداري، من دكاترة وممرضين وأطر تقنية وإدارية، وحتى رجال الأمن الخاص الذين يساهمون بدورهم في الحفاظ على النظام داخل هذا المرفق الحيوي.

ولم يكن الدكتور عبد الفتاح محب، المدير الإقليمي للصحة، إلا مثالًا حيًا على القيادة الهادئة والفعالة، التي تشتغل بعيدًا عن الأضواء، لكنها تضمن السير المنتظم والفعّال لهذه المؤسسة، وتحرص على أن تكون الكرامة الإنسانية في صلب كل تدخل طبي.
وإن كان الشكر موجها إلى الدكتور محب، فإنه يتسع ليشمل، واحدًا واحدًا، كل العاملين والعاملات داخل هذا المستشفى، كلٌّ باسمه وصفته، ممن اختاروا أن يجعلوا من المرفق العمومي فضاءً يُلهم الثقة ويستحق الاحترام.

هي لحظة اعتراف، نابعة من تجربة شخصية وإنسانية عميقة، لكنها تعكس واقعًا يلمسه كل من يلج هذا المستشفى، حيث تتحول الخدمة الصحية إلى رسالة نبيلة تؤدى بضمير واحترافية.

تحية تقدير صادقة لجميع القائمين على المستشفى الإقليمي بتارودانت… ودامت مؤسساتنا في خدمة المواطن بما يليق بكرامته وآدميته.