بقلم: زكرياء الأشرة
في إطار الجولة الوطنية التي تقوم بها قبائل آيت عطا عبر مختلف مناطق المملكة المغربية، استضاف الحاج محمد بن عبد الله بلحسان وفداً يمثل هذه القبائل العريقة، في لقاء وطني حافل حمل في طياته رمزية تاريخية وروحية، حيث كانت الزيارة مرفوقة برسالة ملكية سامية تؤكد على عمق الروابط التي تجمع بين العرش العلوي المجيد ومختلف مكونات الأمة المغربية.
وخلال الحوار الذي أجري مع رئيس جمعية قبائل آيت عطا، أبرز المتحدث أن العلاقة بين آيت عطا والزاوية العلوية الشريفة تمتد لأكثر من عشرين سنة من التواصل والولاء، حيث كانت القبائل تحرص في كل موسم على زيارة المولى علي الشريف والمولى علي بن الحسين طامس الوحد، وتوجيه رسالة إلى القصر الملكي تعبيراً عن وفائها للعرش العلوي المجيد.
وأوضح أن هذه الزيارات كانت تتكرر بشكل سنوي، وتشمل عدداً من المراكز والمزارات الروحية، إذ يجتمع أبناء آيت عطا من خمسة أقاليم رئيسية: الرشيدية، تنغير، ورزازات، زاكورة، باستثناء ميدلت التي لم تكن ممثلة في بعض الدورات السابقة. وأضاف أن هذه اللقاءات تعكس روح التآزر والوحدة بين مختلف قبائل آيت عطا التي تتوزع على امتداد جغرافي واسع، يجمع بين الأصالة الصحراوية والعراقة الجبلية.
وأكد رئيس الجمعية أن تنظيم هذه الجولات واللقاءات يأتي في إطار تعزيز الروابط الوطنية والدينية، وإحياء قيم التضامن والتواصل التي تميز المجتمع المغربي عبر تاريخه، مشيراً إلى أن الجمعية ستواصل مبادراتها للحفاظ على هذا الإرث الجماعي وتوثيقه، وتوسيع المشاركة لتشمل كل فروع القبيلة في مختلف جهات المملكة.
وفي ختام اللقاء، تقدم أعضاء الوفد بأسمى عبارات الشكر والتقدير إلى عائلة بلحسان الكريمة، وفي مقدمتهم الحاج محمد بن عبد الله بلحسان، على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة وحسن التنظيم، مؤكدين أن هذه المبادرة النبيلة تعكس القيم الأصيلة التي عُرفت بها الأسرة منذ أجيال، والتي تجمع بين الكرم، والتواضع، والغيرة الوطنية الصادقة. وقد اعتبر الحضور أن ما قامت به عائلة بلحسان يعد نموذجاً يحتذى به في ترسيخ قيم التواصل والتآخي بين أبناء الوطن الواحد، وتعزيز جسور المحبة والوفاء بين القبائل المغربية.
وختم رئيس جمعية قبائل آيت عطا تصريحه بالتأكيد على أن وفاء آيت عطا للعرش العلوي المجيد هو عهد متجدد، يجسده أبناء القبيلة جيلا بعد جيل من خلال انخراطهم في كل المبادرات الوطنية والتنموية التي تخدم استقرار الوطن ووحدته.
