منير نافع/كابريس
هل تساءلت يوما عن كيفية تحويل فشل الحكومة إلى مسرحية هزلية؟ الجواب بسيط: الجزائر تقدم لك العرض الأول! عندما يصبح التخبط السياسي مادة للضحك، وعندما تتحول الطوابير للحصول على الحليب إلى طوابير للحصول على تهم جديدة، فاعلم أن الجزائر تحت قيادة “الكابرانات” قد دخلت مرحلة جديدة من الكوميديا السوداء.
في الوقت الذي يعاني فيه الشعب الجزائري من صعوبة الحصول على السميد والحليب، تخرج حكومة الجزائر “المبجلة” لتسوق لنا سيناريو كوميدي بامتياز: الأمن الجزائري يقف شامخًا في مواجهة “منظمات الهجرة” التي تحاول التسلل إلى الجزائر، وكأنها عاصمة أوروبا المتقدمة! ما الذي يحدث هنا؟ هل اختلطت الأمور على الحكومة أم أن “الضحك على الذقون” أصبح هو سياسة الدولة؟
والأكثر طرافة هو أن الجزائر، التي تصر على أنها دولة ديمقراطية وغنية، تُحمّل المغرب مسؤولية “الهجرة السرية”، وتتهمه بكل شيء، من تهريب المهاجرين إلى نشر “الفقاعات الاقتصادية”. في الوقت الذي يتساءل فيه الشعب الجزائري عن سبب استمرار الطوابير أمام المحلات، يحاول “الكابرانات” تبرير فشلهم بأكاذيب تبدو وكأنها خرجت من فيلم كوميدي.
تسويق الفشل بهذه الطريقة يعكس حال الجزائر: دولة قمعية وفقرية، لكن الأهم من ذلك أن “التهرب من المسؤولية” أصبح هو الترفيه الرسمي. بينما يحاول المسؤولون الجزائريون إقناع العالم بأنهم يعيشون في رفاهية، يتواصل مسلسل التهريج السياسي على حساب المواطن المغلوب على أمره.
