منير نافيع /كابريس
يعتبر مشروع الطريق السريع تزنيت – الداخلة من أهم المشاريع الملكية التي تشهدها الأقاليم الجنوبية، ويجسد رؤية المغرب نحو تعزيز البنية التحتية وربط المناطق الجنوبية بباقي جهات المملكة. هذا المشروع الاستراتيجي، الذي أُطلق ضمن البرنامج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، يعكس التزام المغرب بتطوير المنطقة وتعزيز تنميتها الاجتماعية والاقتصادية.
يمتد هذا الطريق السريع على طول 1055 كيلومترا، ابتداء من مدينة تزنيت شمالا وصولاً إلى الداخلة جنوبا، وهو مصمم لربط مناطق الصحراء المغربية بشبكة طرق حديثة تسهم في تحسين التنقل وتعزيز التجارة الداخلية والخارجية. ويتضمن المشروع بناء وتوسعة الطريق الوطني رقم 1، مع تجهيزات حديثة تضمن السلامة والجودة العالية.
بلغت تكلفة المشروع حوالي 10 مليارات درهم، ما يجعله أحد أكبر الاستثمارات في قطاع البنية التحتية بالمغرب. ويعتبر هذا الاستثمار خطوة مهمة لتحفيز الاقتصاد المحلي، من خلال تعزيز جاذبية المناطق الجنوبية للمستثمرين المحليين والأجانب، فضلا عن توفير فرص شغل كبيرة أثناء فترة الإنجاز وما بعدها.
يربط المشروع أهم مدن الأقاليم الجنوبية مثل كلميم، طانطان، العيون، والداخلة، مما يسهم في تسهيل نقل البضائع والركاب.
مع تسهيل الوصول إلى المعالم السياحية، يتوقع أن يشهد القطاع السياحي في المنطقة انتعاشا ملحوظا.
يعزز الطريق السريع من اندماج الأقاليم الجنوبية في الاقتصاد الوطني، ويؤكد على موقع المغرب الاستراتيجي كحلقة وصل بين إفريقيا وأوروبا.
يحظى المشروع برعاية ملكية سامية، حيث أكد الملك محمد السادس على أهمية تطوير البنية التحتية لدعم التنمية في الأقاليم الجنوبية. ويتماشى المشروع مع رؤية “مخطط المغرب 2030” الرامية إلى تحسين جودة الحياة في مختلف المناطق.
رغم صعوبة التضاريس وطول المسافة، نجح المهندسون والمقاولون المغاربة في تنفيذ المشروع وفق أعلى المعايير الدولية. كما شهد المشروع استخدام تقنيات حديثة لضمان استدامة الطريق وملاءمته للظروف المناخية الصحراوية.
يبقى الطريق السريع تزنيت – الداخلة شاهدا على التزام المغرب بتنمية الأقاليم الجنوبية وتعزيز انتمائها للوطن. إن هذا الشريان التنموي يفتح آفاقا جديدة للنمو ويُبرز قدرة المملكة على تحقيق إنجازات كبيرة تسهم في رفاهية المواطن وتقوية الروابط بين مختلف جهات البلاد.
فيديو
