في إنجاز غير مسبوق يضع المغرب في مقدمة الوجهات السياحية العالمية، وصل عدد السياح الأجانب إلى 16 مليون سائح في 11 شهراً فقط من عام 2024. هذه القفزة التاريخية تُعد دليلا على الانتعاش القوي الذي يشهده القطاع السياحي في البلاد، والذي حقق زيادة سنوية مذهلة بنسبة 20%، مما يعني إضافة حوالي 2.6 مليون سائح مقارنة بالعام الماضي.
وفقا لوزارة السياحة، فإن هذا الارتفاع المذهل في أعداد السياح فاق كل التوقعات، حيث سجل السياح الأجانب زيادة بنسبة 23%، بينما شهد المغاربة المقيمون في الخارج نموا ملحوظا أيضا بنسبة 17%. هذه الأرقام تسلط الضوء على نجاح الاستراتيجية السياحية للمغرب التي تركز على تطوير البنية التحتية وتعزيز العروض السياحية المتنوعة.
المغرب لا يكتفي بما تحقق حتى الآن. بل يضع نصب عينيه هدفا طموحا للعام 2030: جذب 26 مليون سائح. لتحقيق هذا الطموح، وضعت الحكومة خطة عمل طموحة تتضمن استثمارات ضخمة تقدر بـ6.1 مليارات درهم (حوالي 598 مليون دولار) في تطوير القطاع السياحي بين 2023 و2026. وزيرة السياحة، فاطمة الزهراء عمور، أكدت أن هذه الأرقام تمثل “خطوة كبيرة نحو تحويل المغرب إلى واحدة من أفضل 15 وجهة سياحية في العالم”.
ورغم هذه الأرقام المبهرة، يظل هناك بعض التحديات التي تواجه القطاع، كما أشار المحلل السياحي الزبير بوحوت. ومع أن جزءا كبيرا من السياح القادمين إلى المغرب في الأشهر الـ11 الماضية كانوا من المغاربة المقيمين بالخارج، إلا أن السياحة الدولية بدأت تتجاوز 50% من إجمالي الزوار، مما يُعتبر خطوة هامة نحو تحول المغرب إلى وجهة سياحية عالمية.
وفي خطوة استراتيجية نحو جذب مزيد من السياح، يستعد المغرب لاستضافة فعاليات رياضية ضخمة، أبرزها كأس أمم أفريقيا 2025 وكأس العالم 2030 بمشاركة إسبانيا والبرتغال. هذه الفعاليات الرياضية الكبرى ستعزز من مكانة المغرب كوجهة سياحية عالمية، وتفتح أبوابا جديدة أمام ملايين السياح.
اليوم، المغرب يتجه بخطى ثابتة نحو أن يصبح واحدة من أبرز الوجهات السياحية في العالم. وعلى الرغم من التحديات التي قد تواجهه في المستقبل، فإن نجاحه في تجاوز العقبات حتى الآن يبشر بمزيد من الإنجازات المبهرة في السنوات القادمة.
المصدر: الجزيرة نت.
