منير نافيع/كابريس
انطلقت بجهة العيون الساقية الحمراء امتحانات البكالوريا في دورة استثنائية على أكثر من صعيد، حيث بلغ عدد المترشحين والمترشحات 8772، في رقم يعكس ارتفاعا لافتا في الإقبال على هذا الاستحقاق الوطني. اللافت في دورة هذه السنة هو التوازن النوعي الذي تحقق لأول مرة، بعد أن بلغت نسبة الإناث 50%، في مؤشّر اجتماعي قوي يجسد صعود الفتاة الصحراوية في مشهد التحصيل العلمي والطموح الأكاديمي.
ويمثل هذا التحول ثمرة لجهود حثيثة في مجال تكافؤ الفرص، ومحطة فارقة تؤكد أن الجهة باتت تراكم مكتسبات ملموسة في مجال الإنصاف التربوي، في ظل انخراط متزايد للأسر والمؤسسات في مسار دعم تمدرس الفتيات.
من جهة أخرى، سجلت فئة الأحرار حضورا وازنا بلغ 2340 مترشحا ومترشحة، موزعين على أقاليم العيون، السمارة، طرفاية وبوجدور. ويبرز هذا الرقم تنوع المسارات التعليمية بالجهة، ويعكس إرادة متنامية لاستدراك الفرص عبر بوابات بديلة تؤكد مرونة المنظومة التعليمية وإمكانية العودة إلى مقاعد الامتحان مهما اختلفت المسارات.
امتحانات هذه السنة لا تقاس فقط بالأرقام، بل بما تحمله من دلالات عميقة حول التحولات البنيوية التي تعرفها الجهة، حيث يلتقي التغيير الاجتماعي مع الطموح الفردي في معركة واحدة: معركة تجاوز التحديات وبناء المستقبل عبر بوابة العلم والمعرفة.
