المقال من إعداد: المصطفى العياش ــ موسى مرزوقي
قام عامل عمالة المحمدية، السيد عادل المالكي، صباح يوم الإثنين 10 يونيو 2025، بزيارة مفاجئة إلى المستوصف المحلي بجماعة سيدي موسى بنعلي، في خطوة تندرج ضمن سياسة القرب والتتبع الميداني التي تنهجها السلطات الإقليمية. وتهدف هذه الزيارة إلى الوقوف عن كثب على واقع الخدمات الأساسية المقدمة للمواطنين، ورصد الإكراهات التي تعاني منها المنطقة، خصوصًا على مستوى القطاع الصحي.
الزيارة، التي قام بها العامل بشكل فردي ودون إشعار مسبق، شملت تفقد وضعية المستوصف الصحي، في مؤشر على اهتمام خاص بتحسين ظروف عيش الساكنة وتعزيز نجاعة المرافق العمومية. وقد لقيت هذه الخطوة ترحيبًا من طرف عدد من المواطنين ومختلف فعاليات المجتمع المدني، الذين عبّروا عن أملهم في أن تسفر هذه المبادرات عن تحسين ملموس في الخدمات والبنيات التحتية.
وتندرج هذه الزيارة في إطار برنامج المراقبة الميدانية الذي تعتمده عمالة المحمدية من أجل تتبع الأداء الترابي وتحديد مكامن الخلل، في أفق إيجاد حلول واقعية ومستدامة تستجيب لتطلعات الساكنة وتواكب حاجيات التنمية المحلية.
وبحسب ما استقته جريدة “كابريس” من معطيات ميدانية، فإن جماعة سيدي موسى بنعلي تعاني من غياب شبكة التطهير السائل (الواد الحار)، ونقص كبير في الأدوية بالمستوصفات، إلى جانب خصاص مهول في اليد العاملة الصحية، ما يجعل الساكنة في وضعية هشة صحياً، ويدفع الكثير منهم إلى التنقل لمراكز بعيدة لتلقي العلاج.
ويؤكد رئيس الجماعة، السيد عبد العظيم شكير، في حديثه مع “كابريس”، ضعف المستوصف المحلي بشكل واضح، مضيفًا: “المستوصف يعاني من نقص حاد في الموارد الطبية والبشرية، وقد سبق وأن راسلنا الجهات المختصة مرارًا وتكرارًا من أجل تحسين أوضاعه، لكن دون تجاوب ملموس إلى حد الآن. هذا الوضع يعرقل تقديم خدمات صحية ملائمة للسكان، خصوصًا في ظل الزيادة السكانية المتسارعة التي تعرفها الجماعة”.
وفي هذا الصدد، صرّح الرئيس شكير قائلاً: “نحن نشتغل بإمكانيات محدودة، لكننا نشتغل بما هو متاح، ونؤمن أن سنوات مقبلة يمكن أن تعرف تحسّنًا ملحوظًا إذا تم التنسيق الفعلي بين الجماعة، والسيد العامل، ومجلس عمالة المحمدية، ومجلس جهة الدار البيضاء-سطات”.
وأضاف شكير بأن جماعة سيدي موسى بنعلي تحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى تنسيق فعّال وجدي بين مجلس الجماعة، وعمالة المحمدية، ومجلس جهة الدار البيضاء-سطات، وكافة الجهات المعنية، من أجل تجاوز العراقيل وتحقيق التنمية المنشودة. ودعا إلى فتح قنوات تواصل مستمرة والعمل المشترك لإدماج الجماعة في المشاريع الكبرى للبنية التحتية، خصوصًا مع قرب تنظيم كأس العالم 2030، مما سيمكن من تحسين جودة الخدمات والارتقاء بمستوى العيش للساكنة.
وأكد الرئيس أن الكثافة السكانية بالجماعة، والتي تفوق اليوم 20 ألف نسمة، تشكّل ضغطًا كبيرًا على الخدمات والبنيات المتوفرة، مما يفرض حلولًا عملية وتشاركية لتجاوز الوضع.
وقال في هذا السياق: “سيدي موسى بنعلي جماعة سياحية بامتياز، وبموقع استراتيجي. نحن مقبلون على تنظيم كأس العالم 2030، والطريق المؤدية إلى ملعب بنسليمان، الذي سيكون أكبر ملعب في إفريقيا، تمر من هنا. هذا يفرض علينا جميعًا، من عامل العمالة إلى الجهات المركزية، أن نضع الجماعة ضمن أولويات التنمية المجالية”.
وحول السوق الأسبوعي المعروف بـ”سوق سويسرا”، والذي تم دمجه مؤخرًا مع سوق “لويزية”، كشف الرئيس عبد العظيم شكير أنه يقف شخصياً على تنظيم السوق، وأنه أصبح مطمئنًا من الناحية التنظيمية والأمنية، ما أسهم في راحة الساكنة والتجار.
وكشفت مصادر مطلعة أن السيد العامل من المرتقب أن يقوم بزيارة للسوق يوم الأحد المقبل، في إطار مواصلة الجولات الميدانية والتتبع الإداري للخدمات الأساسية.
وفي سياق متصل، ومن خلال متابعة جريدة “كابريس”، وجه رئيس الجماعة نداءً رسمياً إلى وزارة التجهيز من أجل فك العزلة التي تعاني منها الجماعة، عبر فتح محطة للطريق السيار تمر عبر سيدي موسى بنعلي، وهو مطلب ملح للساكنة يراهن عليه الجميع لتسهيل التنقل ودعم التنمية الاقتصادية بالمنطقة.
وختم شكير تصريحه بدعوة مفتوحة إلى تعاون جاد ومسؤول بين كل الفاعلين، معتبراً أن العمل المشترك والتنسيق هو السبيل الوحيد لتحقيق تنمية حقيقية ومستدامة في الجماعة.
